الحمد لله القائل: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الاموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين) الآية، والصلاة والسلام على القائل (ان لله ما اخذ وله ما اعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى فلتصبر ولتحتسب وبعد: فإن حادثا أليماً ليس من نسج الخيال بل هو حادث حديث العهد وقع لأربعة طلاب من مدرسة (جراب) التابعة لادارة التعليم في منطقة (سدير)، وذلك في يوم السبت الموافق 15 من شهر شوال ذهبوا كلهم ضحيته، وكان يقود السيارة والدهم فعاجلته منيته معهم ايضاً فلا يلام اهل (جراب)على حزنهم، ولا تثريب على مدير المدرسة وعلى اساتذتها ان تبين اقلامهم وألسنتهم عما في قلوبهم من لواعج الحزن ولكن ما لهم برد غصة الموت يدان ولا عن تجرع كأسه محيد ولا مهرب. إن مما يزيد الاسى ان هؤلاء الطلاب من الطلاب الفائقين علمياً ذوي الاخلاق العالية الذين كانت تؤمل فيهم الآمال فكان الردى اقرب مما نرجّي. انا لله وانا اليه راجعون ، وما يغني البكاء ولا العويل، هذا التهامي الشاعر فقد فلذة كبده فبكى وابكى بأبياته التي اصبحت عارية لكل مصاب، يعزى ويعزي بها: حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار بينا يرى الانسان فيها مخبراً حتى يُرى خبراً من الأخبار وخلال هذا الجو الحزين أزف تحية تقدير وإجلال في باقة ملؤها الدعوات الطيبات مختومة بخاتم المحبة الصادقة لمدير التعليم بمحافظة سدير الاستاذ ابراهيم بن احمد العمر على مواساته لهذا المصاب الجلل بصلاته عليهم وزيارته للمدرسة بعد ذلك معزياً ومقاسماً الحزن فرفع الله قدرك واعلى ذكرك ولا رأيت مكروهاً في نفس او ذرية أو مال. وأخيراً اخي يا من اشجاك مصابهم وادمى فؤادك فقدهم من قريب او استاذ أو بعيد كفكف دموعك واضرع الى ربك قائلاً: اللهم اجمعهم جميعاً في مقعد صدق عند مليك مقتدر, اللهم الهم امهم وذويهم الصبر والسلوان، اللهم عوضها عنهم من هم خير منهم زكاة واقرب رحماً, آمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد. أحمد بن محمد الذويخ