الحمد لله القائل في محكم التنزيل وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ. الَّذِينَ إذا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَة قَالُواْ إِنَّا لِلّه وَإِنَّا إِلَيْه رَاجِعونَ. أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَة وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (البقرة 155 - 156 - 157) وقال سبحانه وَلِكُلِّ أُمَّة أَجَلٌ فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَة وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (الأعراف 34) صدق الله العظيم ففي يوم مبارك، تُرفع فيه الأعمال إلى الله، وفي الأشهر الحرم، يوم الخميس الموافق 19/ 11/ 1436ه، انتقلت روحه الطاهرة إلى رحمة الله، ذاك هو الشيخ الزاهد العابد عبدالعزيز بن صالح العقيل، مؤذن جامع جوى - رحمه الله، وأعلى منازله في جنات النعيم -. فقد كان الفقد جللاً، والمصاب كبيراً، ولا نقول إلا ما يُرضي ربنا إِنَّا لِلّه وَإِنَّا إِلَيْه رَاجِعونَ . شيخنا الفاضل، سيفقدك المحراب كما فقدك محبوك، فقد كنت كريم الأخلاق، وطيب الصفات، وصاحب ابتسامة محببة للقلب، كريم السجايا، حسن المعشر، طيب القلب.. أبا عبدالرحمن، كيف أرثيك؟ هل أبدأ باستقامتك وطاعتك لربك ومحافظتك على أوقات الصلاة؟ أم بقيام الليل؟ أم وجودك الدائم في محراب المسجد وقراءة القرآن الكريم في جميع الأوقات؟ الذي أسأل الحي القيوم أن يكون كتابه الكريم لك نوراً وبرهاناً في قبرك ويوم القيامة شافعاً مشفعاً لك.. أم نصيحتك الأبوية عند مشاهدة مذنب أو مقصر.. فقدك أحبابك كفقد أبنائك لك - رحمك الله -، وفقدك المحراب والقرآن ونداء الإيمان عند الأذان. صوتك المبارك والشجي في رفع الأذان في أوقاته سيفقده محبوك، وصدق الشافعي - رحمه الله - حين قال: نعزي أنفسنا وأبناءك وعائلتك الصابرة المحتسبة وجميع محبيك، ونسأل الله - عز وجل - أن يجعل قبرك روضة من رياض الجنة، ويعلي منازلك في الفردوس الأعلى، ويلهمنا جميعاً الصبر وعظيم الأجر، ويجعل ما أصابك رفعة في درجاتك وعلواً في حسناتك. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ . اللهم ارزقنا الصبر والرضا عند القضاء وبعده، والحمد لله على قضائه وقدره. وصلى الله وسلم على نبينا محمد. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.