الحمد لله رب العالمين، خلق الخلق وبسط الرزق وكتب الأجل وكل شيء عنده بمقدار، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد، لنا فيه أحسن أسوة وأكرم قدوة صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.وبعد ، فقد بلغني نبأ حزين، شجا نفسي، وأحزن فؤادي، وذلك نبأ وفاة الشاب الجامعي الخريج، ابن أخي وصديقي العزيز انه المثقف الخلوق محمد ابن الأستاذ نمر عبدالرحيم بدران، حيث توفي اثر مرض عضال تمكن منه ولم يمهله طويلاً، فقصفه الأجل المحتوم كما تكسر الرياح العاتية الغصن الرطيب. ويا أخي أبا أحمد، إن محمداً - رحمه الله - سار أمامك إن شاء الله يفتح لك - بإذن الله - باباً من الجنة، يشفع لك ويسكنك - بعد عمر مديد - بيت الحمد الذي تبنيه الملائكة في الجنة لفاقدي أبنائهم الصابرين الحامدين المسترجعين فاصبر يا أخي وما صبرك إلا بالله ولك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، مات أولاده في حياته فصبر وأمرنا بالصبر، بكى عليه الصلاة والسلام يوم وفاة ابنه ابراهيم وكان رضيعاً، وقال ان لابراهيم ظئراً - مرضعة - في الجنة، ولما سئل عليه الصلاة والسلام عن بكائه قال: «إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا ابراهيم لمحزونون» ولا نقول إلا ما يرضي الرب. رحم الله الشاب «محمداً» وأسكنه فسيح جناته، واللهم أفرغ الصبر على قلب والده أبي أحمد، وأخيه الدكتور الصيدلي أحمد ووالدته الثكلى وشقيقاته الحزينات، اللهم عوض صبرهم جميعاً خيراً، اللهم آجرهم في مصيبتهم وارزقهم خيراً منها. قال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام :« إنك ميت وإنهم ميتون» وقال سبحانه :« كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون» وقال عز من قائل :« كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور».وقال ربنا عز وجل:« كل من عليها فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلل والاكرام».وقال تبارك اسمه:« ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون». فيا أبا أحمد أكثر من ذكر الله، واحمد الله فإنه لايحمد على مكروه سواه، واسترجع : «إنا لله وإنا إليه راجعون» مقدماً تعزيتي لك ولوالدته الكريمة وأخيه وأخواته وكافة آل بدران الكرام. و« لله الأمر من قبل ومن بعد». نزار رفيق بشير