طالعت كغيري ما نشرته جريدة الجزيرة في عددها رقم (9976) الصادر يوم الجمعة (15) شوال 1420ه الموافق 21 يناير (كانون الثاني) 2000م في استطلاعها المثير المنشور بالصفحة الخامسة تحت العناوين الاكثر إثارة جزاها الله خيراً التالية: **المعتمرون يروون لالجزيرة معاناتهم مع حملات العمرة ,, ووعودها الوهمية!! **تكاثرت الأسماء ,, والنهج المخادع واحد!! **الحماد: وصلت حملتنا مكةالمكرمة بعد ساعات من التأخير,, فلم نجد السكن مطلقاً !! **حمد: انتظرنا من الخامسة صباحاً حتى الثانية بعد الظهر أي تسع ساعات انتظار - فتم تحويلنا إلى شقق خربة تبعد مسافات عن الحرم!! **الشريدة: صعقنا عندما فوجئنا بأن كل إغراءات المكتب كاذبة فتوجهنا لمركز الشرطة لتحرير محضر بذلك!! **السعيد: أوقفتنا الحافلة أمام فندق,, ولكن,,!! وهذه العناوين المثيرة التي تعكس استهتار بعض اصحاب الحملات ليس من أجل العمرة فحسب,, بل في مناسبة الحج كما جاء في مقدمة الاستطلاع المذكور,, هذه العناوين قد تكون كافية ومفيدة لمن ليس لديه الوقت المناسب لقراءة الاستطلاع كاملاً الذي افترش صفحة كاملة من الجريدة كعمل صحفي ناجح بأغلب المقاييس إن لم يكن بكل المقاييس. ونحن على ثقة كبيرة ليس من اطلاع معالي وزير الحج الاستاذ اياد أمين مدني على كل كلمة نشرت في الاستطلاع بل من قيامه - وهو المعروف بالحزم وحسن التصرف - باتخاذ الاجراءات التي نرى منها ما يأتي: 1 إيجاد حالة استنفار في وسط كل المسؤولين في وزارة الحج كبيرهم وصغيرهم لمعاجة كل ماجاء في الاستطلاع لأن مايحدث يمس في الصميم سمعة المملكة الحريصة على راحة,, وحفظ حقوق كل المسلمين والعرب القادمين من كل أقطار العالم لأداء العمرة ,, وفرض الحج ,, أو من داخل المملكة من المقيمين,, والمواطنين,, والمعروف أن حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين تبذل عشرات الملايين من الريالات دون منٍّ أو أذى لخدمة وراحة كل المعتمرين ,, والحجاج الذين يأتون إلى هذه الديار تاركين أوطانهم,, وأهلهم,, وأسرهم,, ومنازلهم بعيدين عن بعضهم بآلاف الكيلو مترات,, متحملين مشاق السفر ومعاناته النفسية والعقلية دافعين من قلوبهم لا من جيوبهم بعضاً من أموالهم التي يعلم الله كيف تمكنوا من توفيرها,, وأغلبهم من أصحاب الحاجة,, والفاقة,, ولهذا فكل المسؤولين في الدولة وعلى رأسها وزارة الحج المختصة بشؤون الحج ,, والعمرة ومناسكهما على مستوى عال من تحمل هذه المسؤولية الدينية,, والوطنية,, بتوفير كافة السبل,, والوسائل لاستقبال الحجاج والمعتمرين من الخارج والداخل أكرم استقبال,, ومساعدتهم في كل شؤونهم الكبيرة والصغيرة وحل مشكلاتهم بصدور رحبة,, وعقول ناضجة عارفة بمسؤولياتهم النبيلة بكل دقائقها,, وتفاصيلها,, وقلوب كريمة رحيمة متسامحة متحملين في سبيل تحقيق الهدف النبيل كل التعب والمعاناة مهما كانت,, ليعود كل حاج,, ومعتمر إلى بلاده,, وهو يحمل أجمل الذكريات,, وأنبل الانطباعات عن مملكتنا مسؤولين ومواطنين متعاونين !!! 2 التحقيق الدقيق في كل ماجرى,, وحدث من بعض أصحاب الحملات واتخاذ الاجراءات المناسبة ليكونوا عبرة لغيرهم ممن يرتكبون مثل هذه المخالفات,, ومعظم النار من مستصغر الشرر !!! 3 إعادة النظر من جديد في أنظمة ولوائح الوزارة المشرِّعة لتنظيم هذا العمل الشريف. 4 محاولة جادة إذا تطلب الأمر لوضع وسائل وسبل جديدة لهذا العمل,, وإلغاء اسلوب ووسيلة الحملات الحالية إذا كانت لاتحقق الأهداف المنشودة!! 5 الاسراع في الاستجابة الاعلامية,, والرد على ماجاء في الاستطلاع لنشره امام الجميع لتعميق اهتمام الوزارة التي لايشك فيها,. هذه مجرد آراء اجتهادية اضطرتنا إليها تصرفات بعض اصحاب هذه الحملات ,, إلا أنها محكومة بالصدق,, وحسن الظن في اي مسؤول في الوزارة,, والله من وراء القصد.