واصلت قوات الاحتلال الاسرائيلي سلسلة الاغتيالات ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة,, فقد قتل الجيش الاسرائيلي ليل الخميس الجمعة خمسة فلسطينيين في سلسلة مواجهات وعمليات في الضفة الغربية وقطاع غزة. وقد شجب وزير الاعلام والثقافة الفلسطيني ياسر عبد ربه بشدة اسرائيل بعد هذه الحوادث الدامية وخصوصا ذلك الذي أدى الى مقتل ثلاثة فلسطينيين قرب نابلس في شمال الضفة الغربية. وقال عبد ربه تعليقا على هذا الحادث لن نسكت بأي حال عن هذه الجرائم ويجب ان يدفع القتلة ثمن جرائمهم معتبرا مقتل الفلسطينيين الثلاثة دليلا جديدا على ان الجيش الاسرائيلي ليس عنده سوى طريق الارهاب والقتل، وان المستوطنين جزء من هذا النشاط الارهابي . وأضاف عبد ربه ان الجيش الاسرائيلي يتصرف كعصابة قتلة ويقوم بالاغتيالات السياسية مثل كل العصابات الارهابية والشعب الفلسطيني سيعرف كيف يرد على هذه الجرائم . وكان مصدر طبي فلسطيني أعلن ان الجيش سلم الى مستشفى الرافدية في نابلس جثث ثلاثة فلسطينيين قتلهم قرب قرية تل التي تبعد كيلو مترين الى الشرق من المدينة. وأوضح شهود عيان ان القتلى هم عبدالمعين حسن ابراهيم 23 عاما ومحمد عبداللطيف 20 عاما من قرية تل اللذان قتلا في اشتباك مسلح مع الجنود الاسرائيليين ليل الخميس الجمعة وسعيد ابراهيم الخروف 35 عاما وهو تاجر قتل برصاص الجيش الاسرائيلي بينما كان يفتش عن احدى شاحناته التي تعطلت على الطريق وجرح في الحادث خليل عريضة الذي كان برفقته. من جهة أخرى ذكرت مصادر في أجهزة الأمن الفلسطينية ان شرطيا فلسطينيا قتل ليل الخميس الجمعة بالقرب من رام الله على أيدي الجيش الاسرائيلي فيما قتل عامل فلسطيني برصاص الجنود الاسرائيليين في قطاع غزة. وقالت المصادر: ان الشرطي نهاد هنطش 28 عاما قتل بالقرب من بلدة بيت ريما في مواجهة مع جنود اسرائيليين بعد ان أصيب مستوطن من مستوطنة هالاميش بالرصاص وأصيب شرطي ثانٍ يدعى خليل مزحون بجروح بالغة في عنقه. وقال مصدر أمني فلسطيني آخر: ان عاملا فلسطينيا قتل في المنطقة الصناعية في ايريز في قطاع غزة برصاص جنود اسرائيليين. وأبلغ الجيش الاسرائيلي أجهزة الأمن الفلسطينية بأن القتيل الذي لم تكشف هويته شهر سكينا في وجه الجنود قبل مصرعه. من جهة أخرى ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان وزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي أعلن ان المفاوضات مع الفلسطينيين ستستأنف الاسبوع المقبل، وذلك في ختام لقاء ليل الخميس الجمعة مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في غزة. وأضافت الاذاعة ان ابن عامي وافق على ان تسحب اسرائيل قواتها من المواقع المتقدمة الضاغطة على أراضي الحكم الذاتي الفلسطينية وعلى رفع الحصار عن المدن الفلسطينية في اطار تطبيق اتفاقات شرم الشيخ المبرمة في تشرين الاول / اكتوبر الماضي في مصر والتي بقيت حتى الآن حبرا على ورق. وشارك في اللقاء اضافة الى عرفات وابن عامي كل من رئيس جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة العقيد محمد دحلان ووزير الاعلام ياسر عبد ربه ووزير الحكم المحلي صائب عريقات. وقالت الاذاعة: ان هؤلاء المسؤولين الفلسطينيين الثلاثة كلفوا متابعة نتائج اللقاء. وهذا اللقاء هو الأهم بين مسؤولين اسرائيليين وفلسطينيين منذ اللقاء الذي عقد في باريس في 4 تشرين الاول / اكتوبر الماضي بين عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك ولم يسفر عن نتيجة. ورافق ابن عامي مدير مكتب باراك جلعاد شير. وكانت الاتصالات قد تضاعفت خلال الأيام الأخيرة بهدف استئناف المفاوضات بين الاسرائيليين والفلسطينيين حسبما ذكر مسؤولو ووسائل اعلام في اسرائيل. لكن الوقت يضغط، اذ بقي أقل من شهرين على انتخابات رئاسة الحكومة الاسرائيلية المقررة مبدئيا في السادس من شباط/ فبراير في حين ان المرشح اليميني المحتمل رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو الذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه يشجب أي تنازل الى الفلسطينيين. من ناحية أخرى أكد وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبد ربه أمس الجمعة انه من المبكر الحديث عن استئناف مفاوضات السلام الفلسطينية الاسرائيلية غداة اللقاء بين الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ووزير الخارجية الاسرائيلي شلومو بن عامي أمس في غزة. وقال عبد ربه الذي شارك في الاجتماع للصحافيين انه من المبكر الحديث عن عودة المفاوضات موضحا ان ما جرى هو اتصالات تمهيدية تهدف حسب رأينا الى استطلاع ما اذا كانت هناك فرصة جدية لمفاوضات ناجحة واذا كانت لدى اسرائيل مواقف مختلف عن السابق . وأكد عبد ربه سنقوم بوضع حصيلة الاتصالات التي جرت الآن أمام القيادة الفلسطينية في اجتماعها لكي تدرس الخطوات اللازمة . وأضاف نحن من حيث المبدأ لا نرى تعارضا بين استمرار الانتفاضة الفلسطينية واجراء المفاوضات ولكن نريدها تحت ظل شروط سياسية ملائمة وليس قفزة في الهواء او لاغراض انتخابية . وتوقع وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين استئناف مفاوضات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين في ختام لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي المستقيل ايهود باراك امس الجمعة. وقال فيدرين في ختام لقائه مع باراك في تل أبيب الذي استغرق ساعة ان شيئاً ما بدأ بالتحرك على صعيد المحادثات السياسية بين اسرائيل والفلسطينيين . ويحاول وزير الخارجية الفرنسي الذي التقى أمس الأول في غزة الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات التوصل إلى وقف العنف واستئناف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وعقد اللقاء بين فيدرين وباراك في مقر وزارة الدفاع الإسرائيلية. وفيما يبدو أنه صحوة أوروبية متأخرة ولكنها ضرورية في ظل غياب سياسي أمريكي اسرائيلي اجباري زار وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الأراضي الفلسطينية، في محاولة لبذل كل ما في وسعه لتسهيل عودة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي ، كما قال فيدرين. وقال فيدرين للصحفيين في غزة عقب مأدبة إفطار تناولها مع الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بحضور المبعوث الأوروبي لعملية السلام ميجيل موراتينوس، أتيت لتأكيد رغبة الاتحاد الأوروبي في بذل كل ما في وسعه لتسهيل عودة عملية السلام إلى مسارها الطبيعي واستئناف العملية السياسية في هذا المجال . وبالرغم من أن المسؤول الفرنسي وصف الأوضاع في الأراضي الفلسطينية بانها مأساوية ورهيبة ، إلا أنه رأى ان غياب المفاوضات يعني غياب آفاق سياسية تشكل بحد ذاتها عامل توتر وخوف في المستقبل وهو ما دعانا إلى بحث ذلك مع الرئيس عرفات بشأن كل ما يمكن القيام به من جهود لتنفيذ اتفاق شرم الشيخ . ويرى مراقبون ان فرص تحقيق تقدم في المباحثات بين الفلسطينيين والإسرائيليين تظل ضئيلة للغاية في ظل غياب سياسي اسرائيلي وأمريكي اضطراري قد يستمر لأشهر بسبب عملية انتقال السلطة في البيت الأبيض والترتيبات الجارية في تل أبيب لاجراء الانتخابات المبكرة القادمة. ويبقى التحرك الأوروبي الحالي الذي قد يواجه بعقبات كبيرة خاصة مع اقتراب نهاية الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي وهو ما لا يعول عليه الكثيرون هنا مرهوناً بتوافق دولي يجد حلولاً مقبولة من قبل الأطراف المعنية. وقال فيدرين لم آت لأشعر فقط بالمناخ هنا، وهذه أمور تثير القلق الشديد والانفعالات الكبيرة في الرأي العام الأوروبي وبالفعل سنبحثها فور عودتي مع خافيير سولانا منسق الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي والسيد موراتينوس حتى نخرج بشيء ملموس . وقال شعث من جانبه لقد رجونا خلال اجتماعنا مع السيد فيدرين ان تظل فرنسا بصفتها صديقة وحليفة للشعب الفلسطيني ورئيسة للاتحاد الأوروبي ولو انه لم يبق إلا مدة قصيرة على هذه الرئاسة ان تلعب الدور اللازم لكي تكون أوروبا دائماً الفاعلة والمتواجدة بشكل مكثف في انجاح عملية السلام . ورفض فيدرين استباق الأحداث واصدار احكام حالية على الوضع، وقال ما زالت امامي مرحلة في جولتي الشرق أوسطية هذه وبعدها سنتشاور مع الشركاء الأوروبيين الآخرين لنرى ما هي الأمور التي يجب أن نقوم بها لمتابعة هذه الجولة وما هي الاستنتاجات التي يمكن أن نخرج بها على ضوء الزيارة التي قامت بها لجنة تقصي الحقائق . وشدد فيدرين على أن اللقاء القادم والقمة المرتقبة بين الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي بداية الأسبوع القادم ستكون عنصراً هاماً في المعادلة الحالية . وفي نيويورك تبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة الليلة قبل الماضية بالتوافق قراراً يوصي برفع الحصار الذي تفرضه اسرائيل على الأراضي الفلسطينية. وشدد هذا القرار الذي قدمه الاتحاد الأوروبي على ضرورة اسراع اسرائيل في دفع الايرادات الضريبية الفلسطينية التي تجمدها منذ بدء الانتفاضة في 28 سبتمبر الماضي. وبين دبلوماسيون ان هذا القرار الذي اتخذته الجمعية العامة حول مساعدة الشعب الفلسطيني ليس ملزماً. وأكدت الجمعية العامة ان من المهم تأمين حرية مرور المساعدة للشعب الفلسطيني وحرية تنقل الأشخاص والسلع. وعلى صعيد آخر أظهرت استطلاعات للرأي نشرت أمس الجمعة قبل أقل من شهرين من الانتخابات، ان رئيس الوزراء العمالي المستقيل ايهود باراك سيهزم امام أي من المرشحين اليمينيين في الانتخابات لاختيار رئيس وزراء. وأوضحت هذه الاستطلاعات ان رئيس الوزراء اليميني السابق بنيامين نتانياهو لا يزال يحتفظ أمام باراك بتقدم كبير من 19 نقطة فيما يتقدم زعيم الليكود الحالي ارييل شارون على باراك من خمس الى سبع نقاط. وأفاد احد الاستطلاعات ان اربعة اخماس الإسرائيليين يؤيدون حل البرلمان كما يطالب بذلك نتانياهو. وأوضح استطلاع لمؤسسة غالوب نشرته صحيفة معاريف ان 48% من الذين شملهم الاستطلاع اجابوا بأنهم سيصوتون لصالح نتانياهو في حال اجريت الانتخابات حالياً في مقابل 29% لباراك و 23% لم يحسموا أمرهم بعد. واستناداً إلى استطلاع آخر اجرته مؤسسة دهاف ونشرته صحيفة يديعوت احرونوت، سيتقدم نتانياهو على باراك بالفارق نفسه تقريباً أي 19 نقطة. وسيهزم باراك أيضاً أمام شارون الذي خلف في العام الماضي نتانياهو على رأس الليكود ابرز احزاب المعارضة ولكن بفارق أقل بكثير. وأعلن استطلاع غالوب ان شارون حصل على 40% من نوايا التصويت مقابل 35% لباراك واظهر استطلاع دهاف حصول شارون على 40% في مقابل 33% لباراك. ولم يلبث باراك الذي قدم استقالته الأحد، ان تم تعيينه مرشحاً لحزب العمال للانتخابات الرامية لاختيار رئيس حكومة فيما دخل منافسه نتانياهو حلبة السباق. ولكن بما أن نتانياهو ليس نائباً، فلا يمكنه ان يطمح لشغل منصب رئيس الوزراء سوى في اطار اجراء انتخابات في البرلمان فقط، إلا في حال تم تعديل القانون الانتخابي في اللحظة الأخيرة وهو ما يعارضه نتانياهو. وقد أعرب 78% من الاسرائيليين عن تأييدهم لإجراء انتخابات في البرلمان في مقابل 16% معارضين والباقون لم يدلوا برأيهم,وأجرى الاستطلاعان عن عينة من 500 شخص يمثلون السكان الإسرائيليين مع هامش خطأ يتراوح بين 4% و5%.