تكاثرت الاشارات، امس، الى وجود عمل بعيد عن الاضواء لتحريك المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية والاستفادة من المدة القصيرة المتبقية للرئيس بيل كلينتون في البيت الابيض. ففي حين اكد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ان كلينتون "مصمم" على انجاز "شيء ملموس وسريع ومركز" خلال الاسابيع المقبلة، رجح وزير الخارجية المصري السيد عمرو موسى في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الفرنسي هوبير فيدرين في القاهرة "حصول تقدم حقيقي في المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين خلال اسبوعين، اذا كانت هناك ارادة سياسية". واعلن التلفزيون الاسرائيلي الرسمي مساء امس ان وزير الخارجية شلومو بن عامي سيلتقي الرئيس الفلسطيني في غزة. واوضح ان هذا اللقاء يهدف الى "معاودة مفاوضات السلام" المتوقفة منذ بدء الانتفاضة. في غضون ذلك، اثارت عملية اعتقال "وحدات خاصة" اسرائيلية اول من امس ثلاثة من كوادر حركة "حماس" قرب مدينة الخليل بعد اغتيال ناشط من "حماس" قبل ساعات من ذلك، مزيداً من التساؤلات في اوساط الفلسطينيين بشأن مدى اختراق عملاء اسرائيل جهاز المخابرات الداخلية في حركتي "حماس" و"فتح" على حد سواء، نظراً الى ان الاغتيالات والاعتقالات طاولت كوادر من التنظيمين. ويطالب الفلسطينيون الآن بقوة اجهزة امنهم بتوفير الحماية لنشطاء الانتفاضة والتصدي للعملاء والعمليات التي تنفذها "الوحدات الخاصة" الاسرائيلية ضدهم. وكان فيدرين أكد بعد لقائه مع الرئيس المصري حسني مبارك، أن أوروبا تود القيام بكل ما في وسعها للقضاء على التوتر وتنفيذ مقررات قمة شرم الشيخ، وأبدى اقتناعته ب "ضرورة القيام بكل الجهد المطلوب من أجل التنفيذ المشترك لهذا الالتزام وتشجيعه". وأشار إلى تشجيع الاتحاد الأوروبي "من دون شروط مسبقة، استعادة أي نقاش سياسي يمكن أن يؤدي إلى استئناف المفاوضات الحقيقية التي تفتح آفاقا فعلية في عملية السلام". واعتبر زيارة لجنة تقصي الحقائق للمنطقة "مؤشراً طيباً حتى لو لم تصل إلى حل نهائي"، وقال إن خافير سولانا ممثل الاتحاد الأوروبي في اللجنة قدم إليه تقريراً مفصلاً بشأن ما قامت به اللجنة خلال زيارتها. وفي المؤتمر الصحافي مع فيدرين أعلن موسى أن الجانبين "متفقان على أن المسألة ليست مجرد اجراء مفاوضات لأجل المفاوضات"، معتبراً ان "من المحتمل حصول تقدم حقيقي خلال اسبوعين اذا كانت هناك ارادة سياسية، اما اذا لم تكن هناك ارادة سياسية فإن عشرة اعوام لن تكون كافية". واضاف: "ما دامت المقترحات الموضوعة على الطاولة مقبولة او على الاقل خاضعة للنقاش، فإن ذلك سيكون امراً ممكناً"، ولم يوضح فحوى هذه المقترحات التي تشاركت مصر والاردن في وضعها. وردّ على سؤال بقوله "ان مصر والاردن ودولاً عربية اخرى تجري مشاورات حول ما يجب القيام به ... للتوصل الى سلام دائم وشامل". واضاف: "يجب اجراء مناقشة سليمة للملفات التي فتحت وبينها القدس واللاجئون والوضع النهائي للاراضي والامن". الى ذلك، نقلت صحيفة "يديعوت احرونوت" الاسرائيلية، امس، عن مسؤولين قريبين من رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل ايهود باراك ان هؤلاء يرجحون مجيء الرئيس الاميركي بيل كلينتون الى المنطقة قبل انتهاء ولايته "لمحاولة اكمال اتفاق اطار لتسوية نهائية بين اسرائيل والفلسطينيين". وتوقعت مجيء وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت الى المنطقة لترى اذا كان الطرفان "ناضجان" لاكمال اتفاق وفقاً ل"تفاهمات" قمة كامب ديفيد الثانية. ويأتي الحديث عن احتمال معاودة المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية في ظل استياء متزايد في الاوساط الفلسطينية من لقاءات سرية بين مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين، الى حد دفع رئيس تحرير صحيفة "الحياة الجديدة" التي تدعمها السلطة الفلسطينية حافظ البرغوثي الى التساؤل: هل ذهبت دماء شهداء الانتفاضة "هدراً" بسبب هذه اللقاءات. نتانياهو لن يترشح وعلى صعيد الانتخابات اعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق بنيامين نتانياهو ان الاخير لن يكون مرشحاً لرئاسة الحكومة الاسرائيلية اذا لم يعمد البرلمان الاسرائيلي الكنيست الى حل نفسه. وقال نتانياهو للتلفزيون الاسرائيلي: "لن اقدم ترشيحي الا اذا تقرر اجراء انتخابات عامة". واضاف: "انه ليس انذاراً ولكني لا اريد ان اجد نفسي على رأس مجلس نيابي لا يمكن التعامل معه". وكان نتانياهو طالب قبل ايام باجراء انتخابات تشريعية اضافة الى الاقتراع لاختيار رئيس جديد للوزراء ولكن لم يضع ذلك شرطاً لترشيحه.