يصادف اليوم الثامن عشر من ديسمبر في كل عام اليوم العالمي للغة العربية والذي سبق وأن أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت القرار ذي الرقم 3190 والصادر بشأن اعتبار اللغة العربية كلغة رسمية في أروقة تلك المنظمة الدولية. اللغة العربية والتي يشار إليها بالفصحى وهي التي أنزل بها القرآن الكريم كآخر الكتب السماوية على سيد الأنبياء وخاتم الرسل سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم تسلم من الغمز واللمز لكنها ظلت صامدة خالدة في وجه كل التيارات فهي الحافظ والمحفوظ في أقدس الرسالات. وكدليل جامع مانع دامغ يدركه كل ذي لب وبصيرة في قول الحق سبحانه وتعالى في تحديه الأنس والجن على أن يأتوا بمثل القرآن الكريم فصاحة وبلاغة وبياناً. في أزمنة غابرة في حياة العرب ومع ما فيها شظف عيش وعناء في التدوين وتشتت وضياع إلا أن العناية بالفصحى لم تخب جذوتها ولم تكل سواعد أبنائها وأساطينها من البحث والتنقيب في مواقع جمالياتها ونثر نفائسها وسبر أسرارها الأمر الذي تتوارثه الأجيال فخراً وعزاً . وليس العرب المسلمون وحدهم من كتب وبحث وتغنى بالفصحى كلغة بيان وإتقان ومصدر إلهام وإثراء وجدان فقد تكلم في هذا مستشرقون كثر لا يدينون بالإسلام ولا ينتمون للأعراق العربية كلاما غاية في الإنصاف والعدل فهذا أحدهم (جوستاف جروني باوم) يقول: ليست منزلة لغة العرب الروحية هي وحدها التي تسمو بها على ما أودع الله في سائر اللغات من قوة وبيان فمن يتتبع جميع اللغات لن يجد لغة تضاهي العربية في جمال أصواتها وغنى مفرداتها. أ.ه كم نحن في حاجة ماسة اليوم ومع عصر الانفتاح على ثقافات وطوفان تحديات ترمي إلى التقليل أو التهوين من شأن الفصحى كلسان يضيق باستيعاب محدثات الحياة العصرية ومنجزاتها والواقع غير ذلك. يجب أن تعود الحياة لمجامع اللغة وأن تعمل كل برامج التعلم ومقررات التعليم على تعزيز المبادئ والقيم التي من شأنها إعلاء شأن الفصحى في كل ما هو منطوق ومكتوب وفي كل ضرب من ضروب اللغة وكل درب من دروبها وكل منحى من مناحيها فلغتنا جديرة بهذا وأحوج لما يكون من وفاء في زمن الجحود والله المستعان. [email protected] twitter: Asm0488