85% من العاطلين عن العمل هم من النساء، وهو رقم كبير، ولم يُسجل الرقم من فراغ، إنه يعني الباحثات عن العمل، والمعانيات من الفقر والعوز، إما لعدم زواج أو لترمل أو طلاق! في ظني -والله أعلم- أن كثيراً من هؤلاء النسوة يتعرضن لخطر عظيم! لقد عملت مديرة مدرسة ورأيت كيف تغامر المراهقات من أجل حفنة دراهم معدودة، وسمعت عن قصص فقيرات يسعين بكل ما أوتين من قوة لمقاومة الإغراءات المادية التي يروجها لهن سائقو الليموزين وحراس البيوت وغيرهم. إن زمناً مختلفاً يمر بنا، ولابد أن تتغير إستراتيجياتنا في التعامل معه. إننا إزاء انفتاح كبير، لم تعد الأبواب المغلقة صوناً واطمئناناً، اليوم التقنية تحوَّلت إلى (مستر كي)، تفتح كل الأبواب الموصدة، وعمل المرأة واكتفاؤها اقتصادياً هدف تنموي وأخلاقي يلزم السعي إليه ودعمه. إذا لم يتسلح الناس بالدين والقيم وحب الفضيلة والثقة بالنفس والشعور الكامل بالأنا، وقيمة الفرد كفرد مستقل ومسئول عما يفعل ومستغن بدخله الاقتصادي المستقل، فلن يكونوا بمعزل عن طوفان التقنية وشرها الهادر! حين يصبح الإنسان على وعي بما تعنيه هذه السمات القائمة على الثقة، والشعور بأنَّ الله يراك دائماً حتى لو لم تكن تراه.. رجلاً كنتَ أو امرأة، تستحضر دائماً عذوبة الفضيلة وتستكره وتأنف من الخبث والخبائث، فإنك تتمكن -بإذن الله- من الحياة السوية مع الانفتاح التقني، لا يضرك منه شيء، فأنت تستظل بوجود الله معك أينما تصفحتَ أو دونتَ! الأب الذي قتل ابنته في مكة ضرباً حين صدر عليها حكم بالسجن والجلد جراء خروجها من المدرسة طوعاً مع أربعة شبان - هو أب مفجوع - ذاهل، أصابته ابنته في مقتل فكان قهره قهرين: أحدهما هذه الابنة التي ماتت والثاني على نفسه وهو موقوف في السجن! لا أعرف تفاصيل القضية لكنني أشعر أن خلفها تورط تقني ألقى بظلاله على المراهقة فجعلها طوع المفسدين!؟ [email protected] Twitter @OFatemah