من يتمعَّن في شعر كبار الشعراء سواء في - الشعر الفصيح أو صنوه الشعبي - يلمس شمولية في شخصية الشاعر وتطرّقه لأغراض الشعر المختلفة، وتضمينه لما يدعم ما ذهب إليه من معنى محدد، ولكن لعل - تبدُّل - طبيعة الحياة في السنين الأخيرة أسهم في إضفاء صبغة الذاتية الموغلة في التفاصيل - النمطية - في تشابه معاني القصائد.. فهل مرد ذلك لتباعد اجتماع الناس عمَّا كانوا عليه سابقاً فأضحى كل منهم جليسه وأنيسه - أجهزة جوالات - أسماؤها أكثر (من الهم على القلب) أسهمت في تنميط شخصيات - أغلب - الناس حتى أصبحت طبائعهم المتشابهة تماماً كملامح وجوه سكان شرق آسيا..؟! قبل سنوات عديدة تلتقي بالشاعر فيحدّثك عن قصائد قدامى الشعراء كابن ربيعة، وابن لعبون، ومحسن الهزاني، وأبو زويّد، وابن سبيل، والشيخ تركي بن حميد، والشيخ راكان بن حثلين، وغيرهم رحمهم الله، وينتقل بك لكبار الشعراء المعاصرين مثل عبد الله بن عون، وبدر الحويفي، وخلف بن هذال، والأمير خالد الفيصل والأمير بدر بن عبد المحسن وغيرهم.. وقد يكون رجل أعمال، أو موظفا حكوميا أو قطاعا خاصا، أو مهنيا - طبيبا، مهندسا، محاميا.. الخ ومع هذا تلمس إلماما شاملا فيما سوى طبيعة عمله فتجده هاشاً.. باشاً (ويبخص السلوم والعادات وذرب)، ولمّاح.. قد يدرك ما اتجهت نيتك إليه قبل أن تنطق بما يجول في خاطرك، وكذلك تجد أنه متعاون مع الجميع بأسلوب يتماهى مع حب الشاعر في داخله للآخرين وقد يكون (متجدّدا.. عصريا) يعرف ما لا يعرفه رومانسيو - ورود الصباح مع أغاني فيروز - أو محبو الشموع الخافتة والموسيقى الحالمة مع أغاني أم كلثوم وعبد الحليم حافظ ومحمد عبده وطلال مداح.. باختصار ما أود اختزاله في هذه الإشارة هو أين الروح التي باتت نادرة في شخصية أكثر الشعراء، ألم يقل المثل (الحي يحييك والميت يزيدك غبن)؟! وقد يتذرّع البعض كمخرج من مأزق المواجهة هنا بمثَل يرى صحته أجدى في هذا الموقف (إذا كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب) (Speech is Silver: Silence is Gold). وقفة: للأمير سعود بن بندر رحمه الله: أشتاق له شوق المحبين لليل وأرتاح له.. راحة دموع الحزيني لا صَار جنبي لو سنه وقتي بخيل ولا غاب.. لو لحظات صارت سنيني [email protected]