أيام قليلة تفصلنا عن موعد انعقاد قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي ستستضيفها العاصمة البحرينية المنامة، ومن يوم الاثنين ستتوجه أفئدة وعيون أهل الخليج العربي إلى البحرين لمعرفة ما تم التوصل إليه فيما يخص مبادرة خادم الحرمين الشريفين بانتقال دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد. وزير خارجية مملكة البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة كشف في إجابة له في إحدى جلسات مجلس النواب البحريني، أن الاتحاد الخليجي سيتم الإعلان عنه في منتصف عام 2013، أي تقريباً بعد ستة أشهر، وبالتحديد أثناء عقد القمة التشاورية التي ستعقد في الرياض في منتصف العام القادم. هذا الكشف من وزير الخارجية الذي تستضيف بلاده القمة الحالية يعني أن أهل الخليج سيظلون يترقبون تحقيق هذا الحلم الخليجي، فمطلب التحول من التعاون إلى الاتحاد هو مطلب الأكثرية الساحقة من أهل الخليج، وكانوا ينتظرون أن تشهد المنامة ولادة هذا الاتحاد المرتقب إلا أن قادة دول الخليج العربية أرادوا أن تتم ولادة هذا الاتحاد الحلم في عاصمة القائد الذي أطلق المبادرة، تكريماً واستكمالاً لخطوات إنشاء مثل هذا الاتحاد الذي يعد تطوراً هاماً ومتوافقاً مع المرحلة التي تشهدها المنطقة العربية بصفة عامة وإقليم الخليج بصفة خاصة. والواقع أن خطوات إقامة الاتحاد تسير وفق ما وجه به قادة دول الخليج، حيث واصلت الهيئة المشكَّلة لدراسة اقتراحات الدول وبحث خطوات الاتحاد، حيث وجدت توافقاً كبيراً على أن يكون الاتحاد كونفدرالياً، بحيث تحتفظ كل دولة من دول الاتحاد الست بسيادتها. وقد واصل وزراء خارجية مجلس التعاون، ومن خلال لقاءات واجتماعات المجلس الوزاري بما فيه الاجتماع التحضيري لقمة المنامة والذي سيعقد في بداية الأسبوع القادم، بحث آخر ما قدمته الهيئة المشكَّلة لدراسة اقتراحات دول المجلس. وقد ذكرت معلومات عديدة بأن هناك تزايداً في عدد الدول التي تؤيد مبادرة خادم الحرمين الشريفين، فبالإضافة إلى الممكة العربية السعودية ومملكة البحرين ودولة قطر هناك رغبة من قبل دولة الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة، في حين لا تزال سلطنة عمان متحفظة على الانضمام للاتحاد المرتقب مع ترك الباب لها مفتوحاً للانضمام للاتحاد مستقبلاً. عموماً ستهيئ قمة المنامة الخليجية الأرضية لإطلاق اتحاد دول الخليج العربية الذي أصبح ضرورة إستراتيجية مطلوبة، خصوصاً في هذه المرحلة التي تكاثرت فيها المخاطر التي تهدد المنطقة العربية وإقليم الخليج العربي بالذات، والتي تتطلب تكوين كيان خليجي قوي وصلب يواجه هذه الصعاب ويتعامل معها بكفاءة واقتدار. [email protected]