وتتواصل اجتماعات المجلس الوزاري لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية حيث شهدت مدينة جدة الاجتماع الدوري الذي بحث حزمة من المواضيع وجد فيها المتابعون تكراراً لما سبق أن بحث من قبل وزراء خارجية دول الخليج، فمنذ أكثر من عام والمواضيع نفسها، بحث خطوات تنفيذ العملة الخليجية الموحدة، وهو موضوع ظل يتكرر منذ أكثر من عام دون أن يتحقق الحلم الذي يأمل به أهل الخليج، وذلك لمعوقات يرى فيها المتابعون أنها ناتجة عن أسباب ذاتية أكثر مما هي اقتصادية وفنية وسببها الرغبة في استضافة مقر البنك المركزي الخليجي، أما موضوع الانتقال إلى الاتحاد من مرحلة التعاون بعد أن قطع المجلس خطوات متقدمة استنفذت الأهداف التي من أجلها أقيم مجلس التعاون، ولما تمر به المنطقة من أخطار تتطلب تكاتفاً وتوحداً وبخاصة في المجالات السياسية والدفاعات العسكرية بدعم اقتصادي وتفعيل للتبادل التجاري ودمج للإدارات التنفيذية خصوصاً في قضايا الجمارك والتنقل بين البلدان الست وتقوية التنسيق الأمني. هذه المسائل أصبحت ليست ملحة بل ضرورية في ظل تعاظم الأخطار التي تحيط بدول الخليج العربي وليس بمنأى عنها أي دولة، ولهذا فإن تحفظ دولة أو دولتين لن يكون إلا مضرا بتلك الدولة ولا يعفيها من المسؤولية في عرقلة الحلم الخليجي، ولهذا فإن تكرار النظر في هذا البند المهم في أكثر من دورة ومنذ طرحه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في قمة الرياض والتأخر في إنجازه وتحويله إلى اللجان للبحث في آليات التنفيذ يشكل إحباطاً كبيراً لدى أهل الخليج الذين يتخوفون من أن يصبح هذا المقترح المنقذ لدول الخليج وتحصيناً لها من التدخلات الخارجية، مثل باقي المقترحات التي لا تزال تبحث من اللجان الوزارية حتى الآن كمقترح العملة الخليجية الموحدة، والاتحاد الجمركي والسوق الخليجية المشتركة. العالم من حولنا يتحرك بسرعة والمتغيرات تحيط بنا من كل جانب والعالم لا ينتظرنا فهو يسير قدماً ونحن لا نزال نجتمع وتبحث ونحيل القضايا المهمة والمواضيع المصيرية إلى اللجان لتتكرر البنود في الاجتماعات الدورية دون أن يتحقق الإنجاز، وهذا الوضع جعل أهل الخليج لا يهتمون كثيراً بمواعيد وجلسات الانعقاد الدورية للمجالس الوزارية بمجلس التعاون، لأنهم بكل بساطة يأسوا من أن يتحقق إنجاز يحلمون به بعد أن عجز الوزراء عن تحقيق الأهداف التي وضعها القادة في مؤتمرات القمم الخليجية والخوف أن يمتد الإحباط إلى اجتماعات القمة نفسها بعد أن تجمدت مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ولم تحمل إضافة جديدة تفعل ما يقدم من اقتراحات هامة كاقتراح التحول إلى الاتحاد من مرحلة التعاون التي استنفذت أهدافها. [email protected]