قرأت في الأخبار العالمية قبل يومين: «تصدر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قائمة الشخصيات العربية الأكثر تأثيراً، والمركز السابع عالميا، وذلك ضمن قائمة أقوى 71 شخصية عالمية لعام 2012 التي تُصدرها سنوياً مجلة «فوربس» الأمريكية. وشرحت المجلة أسباب اختيارها له بأن الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحكم دولة تسيطر على 20% من احتياطي النفط العالمي، ويحظى بمكانة كبيرة في العالم الإسلامي، إضافة إلى خدمته ورعايته للأماكن المقدسة للمسلمين. وأشارت كذلك للاستقرار الذي تعيشه المملكة رغم أحداث الربيع العربي. تصنيف المجلة لأقوى الشخصيات عبارة عن استطلاع سنوي يحاول البحث بين رؤساء الدول والأثرياء والمحسنين ورواد الأعمال لمعرفة من يملك تأثيرا فعليا على مجريات الأمور في العالم. وتصدر القائمة الرئيس الأمريكي باراك أوباما, والمستشارة أنجيلا ميركل, والروسي فلاديمير بوتين، ومالك شركة ميكروسوفت بيل جايتس، والبابا بيندكتس السادس عشر, وبن بيرنانك رئيس الخزانة الفيدرالية. وهي ليست أول مرة يُختار فيها ملكنا من الخارج في قائمة المؤثرين عالميا, فقد تكرر ذلك في قوائم لجهات متعددة. وأما تأثير الملك عبد الله داخليا فنحن في الوطن- وعلى مختلف فئاتنا- أدرى به فقد عايشناه منذ كان وليا للعهد يقوم بالأمور بهدوء وإخلاص مركزا على القيام بما يرضي الله ويرضي المواطنين ويرضي ضميره بما يفي بمتطلبات استمرار مسيرة البناء المستقبلي. كنت ضمن مجموعة سيدات تم اختيارهن - في اجتماع به وهو ولي للعهد- لتوضيح مرئياتهن وإجابة أسئلته عن هموم المرأة, ووضحت مرئيات المواطنات في شتى القطاعات ومنهن سيدات بيوت وموظفات بمؤسسات مختلفة: التعليمية والصحية والجامعات والشركات. أصغى لكل الآراء وتوّضح التفاصيل وشكرنا. وكان خادم الحرمين الشريفين وليا للعهد حين أكد في التقائه بطلبتنا في الخارج , أن دور المرأة في بناء الوطن جوهري، وأن أبواب التخصص والوظيفة لن تتحيز دونها طالما لا تتعارض خياراتها مع التعاليم الواضحة، وأن مجالات العمل الجاد تحتاجها وستشرع لمساهمتها. رأيت في اجتماعه بنا, وبالطلبة. وفي كلماته وقتها التزاما عميقا بمسؤولية البناء الشامل من مسؤول عودنا عمق وعيه بكل ما هو جوهري لبناء الوطن وعلى كل الجبهات. وأقول اليوم إن أي تطورات وإصلاحات عشناها أو نراها أو نتوقعها, هي استمرار لمسيرة تقررت وجهتها عبر رؤية واضحة وإصرار غير منحاز لغير مصلحة الوطن. اعتدنا معهما توقع القرارات البانية مبنية على تفهم صادق لمتطلبات كل فئة في الوطن. وحين يكون المواطن حديث عهد بالانتماء إلى دولة متمددة الأطراف, لا منطقة منفصلة متجانسة في العرف والمذهب والمتوارثات, فمن الطبيعي أن لا يعي البعض كل حكمة هذه الرؤية الشاملة المخلصة خارج إطار التحيز لفئة بعينها. أجل! لولا الرؤية التطويرية والتوجه المستقبلي والثقة بالنفس وقدرة مواكبة المستجدات ومتطلبات المستقبل دون فقدان معالم الهوية الجذرية لظل الوطن كله والأفراد فيه رهائن التخوف من التغيير, وبيننا وبين الوطن وولاة أمره عهد صادق,, إننا نتطلع إلى وطن شامخ ومتطور بمواطنيه وعلاقة حب وانتماء وعطاء وبناء وتكامل. القيادة الناجحة تتطلب أن يكون للقائد رؤية مستقبلية متضحة الهدف ومتطورة مع حركة الزمن.. والوفاء بالمسؤولية يتطلب أن لا يكون القائد أنانيا منحصرا في أصداء التصفيق الآني أو الفئوي. ولعل هذا الانحصار من مسببات عواصف الربيع العربي.