يتمادى البعض في آرائه الانطباعية الخاطئة -المخجلة- في محصلتها التي هي نتيجة حتمية لآليتها الهشّة وهو يتطرق لنصوص كبار الشعراء -الفصيح منها والشعبي- بشكل يكشف عن جهل ذريع -ومؤسف- لمن يتبنى هذا النهج والتجاوز غير المبرر الذي يُظهره أمام الآخرين بصورة لا تسر صديقاً بأي حال لأكثر من سبب موضوعي ومنطقي، الأول: أنه لا يحتكم في تنظيره -المزعوم- إلى قواعد النقد الأدبي كمتخصص متمكن من فنيات الناقد وأدواته المقنعة التي هي حجة له وليست عليه لو كان فعل. أما السبب الثاني فإنه لا يحتكم إلى ذائقة رفيعة تجيز له الخوض في غمار بحور إبداع الشعراء عبر تاريخ الشعر (الفضفاض على وعيه غير المقنع) لهذا تخبّط في محاكمته الوهمية للنصوص حتى عرَّى قلمه..! وليته لم يفعل.. بعد أن تبنّى اللامنهجية والآراء الإنشائية التي لا ترتقي لمحتوى النصوص.. فهل هي عقدة برستيج النقد في محاكمة النصوص..؟! فمن غير المنطق أن يُقال إن الشاعر الفرزدق -مغرور- هكذا على عواهن اللفظ دون الاحتكام -لعلم البيان وعلم البديع وعلم المعاني- في تفسير معنى بيته من الشعر (كشاعر) في قوله: تَرَى النَّاس إنْ سِرْنا يَسِيرُون خَلْفَنَا وَإنْ نَحْنُ أومَأْنَا إلَى النَّاس وَقَّفُوا أو يُقال عن الشاعر المتنبي -كما قيل عن سابقه- بأسلوب إنشائي ضعيف لا يتجاوز مدى أهميته أرنبة أنف (مداد اللاوعي في وجه النقد الأدبي المظلوم) في تفسيره لبيت شعره الذي يقول فيه: وَمَا كَمدُ الْحُسَّادِ شَيْء قَصَدْتُهُ وَلَكِنَّهُ مَنْ يَزْحَمِ البَحْر يَغْرَقِ ولا يبرر لمن أقدم على هذه الترهات التذرّع بمحاولات من سبقوه أو زامنوه في الإساءة للشعر باسم النقد المظلوم..! يقول الشاعر المعري: وَلاَ تَقُولَنْ إذَا مَاجِئْتَ مُخْزِيةً قَوْلَ الغُوَاةِ: عَلَى هَذَا مَضَى السَّلَفُ والمؤلم لكل غيور على الشعر الحقيقي هو تعرّض (هذا المستنقد) لتفسير أبيات من قصيدة للشاعر الكبير عبدالله بن سبيل رحمه الله هي أشبه بلوحة فنية تفسّر نفسها ولكن ليس لمن ليس له أدنى صلة بالشعر الجزل من بعيد أو قريب، حيث يقول رحمه الله: تلحّني لَحّة خلوجٍ نظيره تبيه يتبع ساقته بالتلاوه ما بين ترييعه وما بين ذيره ولا من مقاد ولا تبيّن عداوه (تلحّني: تنظر إلي. الخلوج: الناقه التي فقدت ولدها. تبيه: تريده. ساقته: أثرها. التلاوة: يتلوها ويتبعها. ترييعه: هدوء بعد ذعر. الذيره: إجفال وذعر. مقاد: انقياد). وقفة للأمير الشاعر خالد الفيصل: استريحي يالظّنون الثّايره لا تشبّين الحرايق بالخَضَر دام الأفلاك بْسماها سايره كل مطلع شمس له علم وخبر [email protected]