أعجب لمن يستاء من النقد الأدبي لقصائده طالما أن هذا النقد في الأُطر المتعارف عليها ولم يتجاوزها إلى الانتقاد والشخصنة، وخلاف ذلك من تبعات هذا الأمر. اتصل بي أحد الشعراء مستاءً من أحد النقاد في الساحة الشعبية بأسلوب يذكرني (بأسلوب بعض الناس اللي نفوسهم شينة هالأيام قبل موعد الإفطار عند ازدحام الإشارات) ولكي أتحقق من الأمر طلبته أن يمهلني لأتمكن من الاطلاع على ما كتبه الناقد عن قصائده، فوجدت أنه نقد أدبي بحت، بأدوات فنيات الناقد الأدبية، وأبعد ما يكون عن فحوى صدى انطباع الشاعر التي أوصلها لي شخصياً، فالناقد تحدّث عن الوزن والقافية والمعنى والمفردة والأخيلة والرموز والصور، وخلاف ذلك مما هو من صميم فنه الأدبي، فحاولت أن أبسّط الأمر بحيث تكون روح العفوية المتبادلة طريقاً لانتزاع سبب مُقنع لم يصرح به الشاعر بعد هذه المفارقة من صحة موقف الناقد واستياء الشاعر غير المبرر، خصوصاً أنه لا يوجد بينهما سابق معرفة ولا أي مواقف شخصية. وهنا كانت المفاجأة - المضحكة المبكية - حين قال لي الشاعر ما نصه «الناقد فلان يوم اهتوى أشاد بقصائد الشاعر فلان». فأجبته متعجباً بلغة كان لا بد منها: وهل قصائدك بمستوى قصائد الشاعر الكبير فلان اللي إنت كبر عياله (وإن تجربةً في الشعر أو سناً)؟! هذا غيض من فيض مما يجري في الساحة الشعبية. وحفاظاً على مشاعر الشاعر، فقد استأذنته بنشر ما جرى - لأن الضوء يكشف الظلام - دون الإشارة للأسماء. وقفة: للشاعر سليمان المانع: كم هاجسٍ يولد تردِّه شفاتي ويموت ماهو لأقرب الناس معروف [email protected]