في خضم أزمة طاحنة في سوريا أكلت حتى الآن الأخضر واليابس واستعصى النظام السوري والمعارضة على حلها سياسياً مع ازدياد عمليات القتل والتهجير وسط أوضاع معيشية صعبة وفصل شتاء قارس في سوريا علقت الأممالمتحدة عملياتها في سوريا بسبب تدهور الوضع الأمني، في حين أعربت الولاياتالمتحدة عن قلقها من احتمال استخدام أسلحة كيميائية من قبل النظام في دمشق الذي استبعد هذا الاحتمال في حين شهد الوضع السوري الداخلي انشقاقاً جديداً في صفوف النظام بعد استقالة المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي ومغادرته البلاد إلى لندن بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما قالت قناة المنار التلفزيونية التابعة لحزب الله أبرز حلفاء دمشق نظام الأسد إن مقدسي أقيل من منصبه لارتجاله مواقف خارج النص الرسمي السوري. ولم تعلق وسائل الإعلام السورية الرسمية على الموضوع حتى وقت متأخر من مساء أمس الاثنين في حين ذكر أيضاً المجلس العسكري لدمشق وريفها أن القوات النظامية أحرقت منزل مقدسي في حي المزة. وفي سياق أبرز أحداث هذه ألأزمة السورية فقد قررت الأممالمتحدة تعليق عملياتها في سوريا وسحب (موظفيها غير الأساسيين) من هذا البلد بسبب تدهور الأوضاع الأمنية كما أعلن أمس المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتن نسيركي. وقال إن الأممالمتحدة (ستعلق بعثاتها في سوريا حتى إشعار آخر). وكانت وكالة أنباء في الأممالمتحدة أعلنت أن المنظمة الدولية ستسحب (الموظفين الدوليين غير الأساسيين) من سوريا أي 25 شخصاً من أصل نحو 100 وستحد من تنقلات موظفيها في البلد بسبب تفاقم الظروف الأمنية، إلا أن وكالة واحدة على الأقل ستبقى على وجود في كل منطقة كبرى من سوريا خارج دمشق وفقاً لتوافر الموظفين المحليين. كما قرر الاتحاد الأوروبي تقليص عدد أفراد بعثته في دمشق إلى الحد الأدنى بسبب تدهور الأوضاع الأمنية كما أعلن المتحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اشتون الاثنين. وبينما توسعت المعارك أخيراً إلى محيط مطار دمشق، حيث فرض تعليق الرحلات الجوية كما توقفت خدمة الاتصالات الهاتفية والإنترنت طيلة 48 ساعة، حيث ذكر المسؤول عن الأمن في الأممالمتحدة في سوريا صابر مغال أن (الوضع يتغير بشكل كبير) في البلد كما أكد أن (المخاطر تزداد بالنسبة للعاملين الإنسانيين بسبب العيارات النارية العشوائية والمواجهات بين أطراف النزاع أعربت الولاياتالمتحدة أمس عن (قلقها) من احتمال لجوء نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى أسلحة كيميائية ضد شعبه. يأتي ذلك متزامناً مع تحذير أمريكي شديد مباشر وجهته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمس في براغ إلى نظام الأسد بشأن احتمال استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه. وقالت كلينتون للصحافيين في العاصمة التشيكية (إنه خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة). وكان مسؤول أمريكي قد أكد قبيل تصريح كلينتون أن سوريا في بصدد جمع مكونات أسلحة كيميائية.. وعلى عجل أكدت سوريا أمس أنها لن تستخدم الأسلحة الكيميائية (إن وجدت) ضد شعبها تحت أي ظرف كان، وذلك بحسب ما قال مصدر في وزارة الخارجية السورية رداً على تحذير كلينتون من القيام بذلك. وفي اسطنبول أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الاثنين أن رغبة تركيا في نشر صواريخ أرض-جو من نوع باتريوت للحلف الأطلسي على حدودها (سيزيد) التوتر مع سوريا. وقال بوتين في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في ختام زيارة عمل قصيرة إلى تركيا أن وضع قدرات إضافية على الحدود لا يهدئ الوضع بل بالعكس يوتره). وكان دبلوماسي تركي قد أعلن لوكالة فرانس برس إرسال طائرات حربية أمس الاثنين إلى الحدود مع سوريا بعد أن قصف الجيش السوري مواقع للمتمردين في بلدة واقعة على تخوم تركيا. وقال هذا الدبلوماسي طالباً عدم كشف هويته إن طائرات إف-16 أقلعت كتدبير احترازي من قاعدة دياربكر بجنوب شرق تركيا بعد غارة للطيران السوري على بلدة رأس العين السورية التي سقطت الشهر الماضي في أيدي المقاتلين المعارضين. وحذرت وكالة الإغاثة الدولية أمس من الأوضاع الصعبة للغاية لأكثر من 1.2 مليون سوري نازح في الداخل بسبب دخول فصل الشتاء وانخفاض بدرجات الحرارة ستصل لما يقرب من درجة التجمد. وقال مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في بيان له: إن الناس في حاجة ماسة إلى الأدوية والرعاية الصحية والمأوى والمواد التي يحتاجون إليها للشتاء ومياه الشرب والوقود ومواد أخرى مضيفاً أن نحو ألفي مدرسة وغيرها من المباني العامة تستضيف النازحين السوريين وتفتقد التدفئة الكافية والصرف الصحي. وأوضح أن الوضع يتزايد صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية، وذلك بسبب النقص في الموظفين والإمدادات فضلاً عن الأضرار التي لحقت بالمرافق بالإضافة إلى التعرض المباشر للعنف.