كثيرا منا يعرف جبران خليل جبران الشاعر الفيلسوف الذي لا يزال يلهم كل من يتوق للعدل والسلام وكل من يبحث عن حوار الأديان والحضارات له العديد من المؤلفات من أشهرها كتاب «النبي» أحد أكثر الكتب مبيعاً عبر التاريخ، إذ بيعت منه أكثر من 100 مليون نسخة منذ تاريخ نشره عام 1923 كما يعتبر كاتبه جبران ثالث أكثر الشعراء قراءة بالعالم بعد شكسبير ولاو تسو، وترجمت أعماله إلى أكثر من 40 لغة.. ..فقد صنف من أدباء المهجر كما لقبه البعض بزعيم شعراء المهجر حيث هاجر جبران مع والدته كاميليا وخاله إلى أمريكا واستقر هناك. الجديد ليس فيما سبق عزيزي القارئ ولكن الجديد أن جبران فنان من العملة النادرة حيث يمتلك الفكر والفلسفة والقدرة الفنية العالية فقد التحق منذ صغره بمدرسة للفنون الجميلة بأمريكا وبرزت علامات النبوغ لدى جبران حين كان يرسم كاريكاتير لوجوه معلميه بدل أن يصغي إلى شروحاتهم وأعجب بفنه أحد المعلمين يدعى فريد هولاند دي، وهو الذي شجع جبران ودعمه حين رأى محاولاته الفنية وقد ساعده بنشر بعض من رسوماته لأغلفة الكتب تميز جبران عن نظراء من الفنانين العرب بأنه حالة انصهار فريدة بين الثقافة العربية والغربية ليس على مستوى النص الأدبي بل نراها جلية بأعماله التشكيلية فقد تميز بمدارس عدة منها الرمزية والانطباعية التعبيرية بمئات الأعمال التشكيلية فاستخدم الألوان المائية والزيتية والباستيل فقد تأثر بالفنان ويليام بليك وليوناردو دافنشي حتى أصبح هو بحد ذاته مدرسة فكرية فنية يشار لها بالبنان. ومن نصوص جبران التي تدل على تبجيله القرآن الكريم واحترامه للإسلام بالرغم أنه نصراني قال: «أنا أكره الدولة العثمانية لأني أحب الإسلام وعظمة الإسلام ولي رجاء برجوع مجد الإسلام»، وقال أيضا «أنا أجلُّ القرآن ولكنني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين كما أنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين». [email protected] twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي