بعد أشهر من إدارتي لموقع إلكتروني سعودي وعربي مختص بالفنون التشكيلية، وجدت أنّ كثرة المعارض التشكيلية والورش الفنية بالسعودية تفوق مثيلاتها بباقي الدول الخليجية والعربية باستثناء الإمارات، بيْد أنّ كثرة المعارض أمر محبب لسبب واحد لا ثاني له وهو تفعيل الثقافة البصرية لدى المجتمع وتكريس الفنون كونها جزءاً من ثقافتنا في ظل محاربة فئة من مجتمعنا رافضة لجُل الفنون.. ولكن هذا التفوق وأقولها مجازاً..! لا يرتقي لطموحناأ فهي معارض وفعاليات لمجرّد الفعلية فقط لا أكثر دون تحقيق أهداف أبعد مما ذكرت، فالمسألة أصبحت بالكم أكثر من الكيف وهنا لب القصيد.؟ وإذا اتفقتم معي أنها مشكلة ؟ فما هي المؤسسات المناط بها تفعيل الفنون التشكيلية: 1- وكالة الوزارة لشؤون الثقافة. 2- جمعية الثقافة والفنون. 3- جمعية جسفت. 4- الجاليريات والصالات الخاصة. ولو وضعنا كل تلك المؤسسات كأوراق على طاولة الحل المنشود، لوجدناها تتضارب بالأنشطة والمعارض والمسابقات والورش، وهذا التضارب يربك بلا شك الفنان ولا يوجد آلية تنسيق بين كل مؤسسة وأخرى حتى يستفيد الفنان وتحقق كل مؤسسة أهدافها ، هذا أذا كان لدى بعضها أهداف من أي معرض يقام، فجلّهم ولا استثني أحداً، يقيمون المعرض ولا يسألون بعد المعرض هل حققوا الأهداف المنشودة لهذا المعرض، ناهيك عن المعارض التي تقيمها الجاليريات الخاصة وما تحويه من الغث والسمين، فالمكسب المادي ( الفلوس ) هي غايتهم، إذ أجهزوا بلا رحمة على القيمة الفنية لتحقيق مآربهم المالية..!! البنية التحتية للفنون التشكيلية معدومة حد النسيان، فلا يوجد لدينا متاحف مختصة بالفنون التشكيلية ولا مهرجان يضاهي آرت دبي أو بينالي الخرافي بالكويت او بينالي القاهرة ولا كلية تعنى بالفنون البصرية ولا صالات مجهزة لعرض المنجز الفني من لوحة وعمل نحت، باستثناء المناطق الكبرى بالمملكة مثل الرياضوجدة والشرقية، وباقي المناطق وكأنها خارج التغطية، ولا مبان مثالية تحتوي الفنون بجميع أقسامها، وأقرب مثال لنا انهيار مبنى جمعية المدينة على رأس موظفيها..!! الشاهد هنا أنني أتفق مع أستاذنا الناقد التشكيلي محمد المنيف بما طرح في الأسبوع الماضي عن ( الهيئة العليا للفنون ) فبإيجاد تلك الهيئة سوف تعيد ترتيب الأوراق بشكل يتناسب مع ما نسمو إليه من رقي وفخر بأمتنا ليس بالفنون التشكيلية وحسب، بل بجميع الفنون. [email protected] twitter@jalalAltaleb