لقد تفاءلنا حقا في العام الماضي حين أعلنت وزارة الثقافة عن معرض ومسابقة فن الميديا واستبشرنا خيرا بها لكون «الميديا» يمثل الطرح الجديد لعالم الفنون البصرية وقلت: لقد نهض المارد النائم (وزارة الثقافة) - بعد سباته العميق وأحلامه التقليدية وكان تصريح وكيل الوزارة الدكتور الحجيلان لمعرض الميديا.. ..«أن المعرض يأتي انطلاقاً من اهتمام وزارة الثقافة والإعلام بفن الميديا إثراء الفنون البصرية، وعرض تجارب الفنان السعودي، والانطلاق نحو التجديد والابتكار في توظيف واستخدام الوسائط والخامات التي تخدم الفكرة، على أساس أن العمل الفني ليس منتجاً جمالياً بقدر ما هو منتج فكري مترجم تشكيلي». وما لبث هذا التفاؤل والاستبشار يسري في عروق أفكارنا إلا وقد أوقف وأجهض هذا المشروع الجميل لأسباب أجهلها وأعادنا المارد إلى سباته العميق لنصحو على مسابقة الفن المعاصر بدورته الثانية والعشرين ومعرض الأعمال الصغيرة ومسابقة الخط العربي ومسابقة التصوير الفوتوغرافي ومعرض الوطن بعيون خطاطي وفناني المملكة ومسابقة الخزف و.. و.. و... ماذا حققنا بمسابقات الشخير هذه..! وهو تعبير مجاز لما هو حاصل من تقليدية فقد تجاوز بعض تلك المسابقة الدورة الثانية والعشرين وغيرها ليس بالبعيد عنها ما هي المحصلة وما هي النتيجة التي جنيت بعد كل مسابقة أقيمت؟ هل كان الطموح أن يفوز فنان أو قلة من الفنانين بجوائز مادية وتكونوا بذلك حققت الوكالة أهدافها المثلى فقط؟ ماذا لو دمجنا كل أو بعض من تلك المسابقات وأنتجنا نشاطا نوعيا لنحقق من خلاله أهدافاً سامية فكرية وفنية منها دعم الفنانين من تشكيليين ونحاتين وخطاطين ومصورين ليلتقوا بملتقى أو مهرجان يتبادلون فيه الخبرات مع من سبقهم تتخلله ندوات كل في مجاله. إذا..! لا بد أن نعيد حساباتنا في كثير من الأشياء، ومن ضمنها دعم الفنون فالمستقبل مرتبط بالتخطيط والبناء وتجديد كثير من النظم التقليدية أو إصلاحها بشكل يتوافق مع المرحلة. لا بد لوزارة الثقافة أن تعي هذه المرحلة وتستوعب شبابها بتغيير البيروقراطية والروتين، فإن لم يكن هناك تخطيط وبناء للمستقبل فلا قيمة للماضي ولا الحاضر، وسوف نبقى مكاننا مراوحين. [email protected] twitter@jalalAltaleb