دائما ما يبحث الفنان عن الجمال ولب الحقيقة فهما الملهم والغاية المنشودة له حيث المنجز التشكيلي يرتكز عليهما وحين يأتي بذكر الجمال تُحضر الذاكرة الذهنية المرأة بكل تقاسيمها فمنذ الأزل نجد الشعراء والأدباء والفنانين يتغنون بها لكونها رمزا للجمال دون منازع فالكثير من الفنانين تكون محور لوحاتهم أو منحوتاتهم المرأة بتقاسيم جسدها وجمال وجهها الطبيعي والكثير منهم أيضا رسموها بشكل تشويهي بحثا عن فلسفة عمق الحقيقة والتي تدخل الرأي بحالة الصدمة البصرية ونستشهد بالفنان بيكاسو أشهر فناني المدرسة التكعبيبة بلوحته «المرأة الباكية» يقال إنها تجسيد لزوجته (دورا) التي اقترن بها وأنجبت له ولدين وكان لها دور أساسي في تبدل اهتماماته الفكرية والسياسية فيما بعد يقول بيكاسو «رسمتها بأشكال عديدة مشوهة ولكن ليس من باب السادية أو المتعة لم أستطع إلا تجسيد الصورة التي حفرت في مخيلتي وكان هذا الحزن الحقيقة الكامنة في الأعماق». وحين نهيم بعالم الفنان سليفادور دالي ملك السريالية ومفهوم المرأة بلوحاته نجده عشق زوجته (جالا) حتى الثمالة ولم يتوقف هنا بل ارتقى بها إلى مراتب عليا من السمو البشري برسمه لوحة «صعود العذراء» التي تمثل فيها السيدة العذراء وهي ترتفع إلى السماء واختار وجه (جالا) ليكون وجه العذراء حتى اقترنت بجميع أعماله يقول دالي «لا تخلو لوحة من لوحاتي إلا وتلمح عين جالا أو وجهها الجميل». أما الفنان العربي إسماعيل شموط فهو من أشهر فناني الواقعية التعبيرية فقد جسد المرأة بالأرض المعطاء بلوحته «حالة عشق» فرسمها بأجمل صورها الأنثوية امرأة عربية ذات عينين واسعتين يتخلل شعرها المسود أغصان شجرة الزيتون لتوحي للرائي أنها إنسانة صلبة محفزة للحياة وللنضال وهذا الهاجس الجدلي الذي أراد شموط أن يخلص عقولنا منه ومعتقداتنا أنها إنسانة ضعيفة ومن حيث يعلم أو لا يعلم شموط كانت المرأة هي المحرض للجمال الفني والفلسفي بلوحاته. خارج النص «قال أحد الجنرالات الصهاينة منذ نشأت إسرائيل ونحن نهجر ونقتل الفلسطينيين يوميا وهم يزدادون بشكل مضاعف فأين يكمن السر فرد عليه أحدهم السر يكمن بالمرأة الفلسطينية وشجرة الزيتون فقال الجنرال فلنقتل كل امرأة ولود ولنقتلع كل أشجار الزيتون». الشاهد هنا أن المرأة بلوحات الفنان حاضرة وبقوة على جميع الأصعدة سواء كانت جمالية أو فكرية أو فلسفية ويبقى السؤال يدور بدائرة المدار أين الفنانون السعوديون الرواد من المرأة سواء أكانت والدته التي ربته وقامت على تعليمه حتى أصبح فنانا يشار له بالبنان أو زوجته التي تقوم على راحته لينتج منجزاته التشكيلية أو جمالها أو حتى قضاياها المختلفة بمجتمعنا!. [email protected] twitter@jalalAltaleb - فنان تشكيلي