لا تمنح المطر حين ينزل ليلا أن ينال من فضولك.. ترى كيف يلاعب الآن أوراق الشجر هل يغسل عنها حزنها أم تنال هي من نقائه.. وكيف يزيل عن ذلك الرصيف تراب أحذيتهم هل يزيح عن وجهه سوءاتهم أم يكشف تجاعيده وخربشة السنين.. ترى كيف بك أنت يا من تكرر ما قال يعقوب حين غاب عنه يوسف فأدرك أن الحب لا يعوض في القلب أنسه في اكتظاظ الأصوات من حوله ولا المتسابقون لملء الفراغ باليمين الكذوب.. كيف بك حين تسمع حبات المطر تقرع في قلبك قبل نافذتك وعتبة بابك فتلملم أحاسيسك المرتابة, تربت عليها وهي باردة..! يوووه كم هو المطر غاشم حين يأتي ليلا فيجتاح مملكة الروح. هكذا تأتي الأشياء أحيانا كطائر السمامة مسرعة بلا أسباب، فلا تعلم وأنت تقلبها بين أكف الحيرة ما تفعل بك.. «توهمك عزتك أنك قادر على مجابهة الحنين ألا تخضع..!» ليلة المطر موغلة توقظك من حلم كان يحثو التراب على واقعك. فإذا فتحت عينيك أبصرت الحقيقة «اللهم اجعله خيرا». يقال: «أعتق من تحب فإذا عاد إليك فهو لك للأبد». في أمان الله.