تشكل وزارة الداخلية بقطاعاتها المختلفة أهم وزارة حكومية، ليس فقط للوطن وللدولة وللأمن والاستقرار، بل للمواطن والمقيم لما يحتاجون إليه من خدمات، هذه الوزارة التي تعتبرها جميع دول العالم من وزارات السيادة، ومن الوزارات المهمة التي لا يعهد بإدارتها إلا من تتوفر فيه صفات عديدة، من هذه الصفات الأمانة والإخلاص، والتأهيل العلمي والعملي، والقدرة على اتخاذ القرارات المناسبة في الأوقات المناسبة، وفي المملكة كانت ولا تزال هذه الوزارة من الوزارات التي يوليها قائد البلاد جل اهتمامه وعنايته بدءاً من المؤسس الموحد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - وانتهاء بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أمد الله في عمره ومنحه الصحة والعافية -، وتعيين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزيراً للداخلية بعد أن رغب صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز إعفاءه من هذا المنصب، هذا التعيين جاء تتويجاً للاهتمام الملكي والرعاية السامية لهذه الوزارة. وسمو الأمير محمد ليس غريباً على وزارة الداخلية، بل إنه أحد أبنائها البررة، حيث عمل فيها منذ ما يزيد على اثني عشر عاماً، هذه الأعوام كانت من السنوات الصعبة على أمن المملكة، حيث تعرضت لمئات الهجمات الإرهابية التي أبطلت أجهزة الأمن الكثير منها قبل وقوعه، ووقع بعض منها وجرى التعامل معه بحزم ويقظة وجدية، ولقد كانت تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب التي كان سمو الأمير محمد بن نايف من فرسانها المرموقين، مثار إعجاب وتقدير جميع دول العالم، وعلى الرغم من أنني لم أتشرف بالعمل مع سمو الأمير محمد بن نايف إلا أن أكثر من مناسبة جمعتني مع سموه، واستقبلني في مكتبه عدة مرات، وقد وجدت منه في هذه المقابلات لطافة في غير ضعف، وحزما في غير ظلم، وإصرارا على الحق، وتراجعا عن الباطل، وإخلاصا لا ينتهي للدين والمليك والوطن، ورغبة صادقة في خدمة الوطن والمواطن، وسمو بغير تكبّر واستعلاء، وقرب من المواطن دون وسيط، لقد كان اختيار صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز - رحمه الله - لسمو الأمير محمد ليعمل في وزارة الداخلية قبل أكثر من اثني عشر عاماً قراراً صائباً من رجل الأمن الأول - رحمه الله -، وها هو جلالة الملك خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - يؤكد صحة ذلك الاختيار، وذلك بعد أن أثبت سمو الأمير محمد من واقع الخبرات والتجاروالممارسات أنه الرجل المناسب في المكان المناسب، وفّق الله سمو الأمير محمد في قيادة وزارة الداخلية، وحفظ الأمن في هذه البلاد، وتحقيق تطلعات القيادة الحكيمة والمواطنين في مملكة يسودها الأمن والاستقرار وتهطل عليها سحائب الخير والنعيم في كل حين تحت قيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وفّق الله الجميع، وحفظ لنا وطننا وأمننا واستقرارنا. وكيل الحرس الوطني وعضو مجلس الشورى سابقاً