يشهد جسر الملك فهد تزاحماً من النوع الخانق المصحوب بارتفاع شديد في الضيق والملل مع رغبة ملحة في البقاء خلف جدران المنزل بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع ومواسم الأعياد التي يستغلها الكثيرون في قضائها خارج المملكة. وتشكل «الزحمة» الملمح الأبرز للجسر الذي عرفه أهالي المنطقة الشرقية منذ عقدين وتعاملوا معه وبات زادهم «الصبر»، حين ذهابهم إلى البحرين. الشقيقة، واللافت أن الأمر تحول إلى مشهد اعتيادي تصاحبه تصريحات وردية قبيل الإجازة ما تلبث أن تذهب أدراج الرياح مع بدء العطلات الرسمية، ووفق البيانات الرسمية، فقد بلغت أعداد المسافرين إلى البحرين منذ بداية عام2012 حتى نهاية الربع الثالث 12.8 مليون مسافر. مشهد الزحام ليس بجديد كل عام والأسباب تكاد تكون معلومة ومرئية تسد عين الشمس ولا تحتاج إلى خبير أو دراسة عميقة لتحليلها؛ فالقاصي والداني يعرفها ويلمسها، وقد يحتاج المسافر للانتظار ما يزيد على بضع ساعات للعبور إلى مملكة البحرين اليوم، ويعلق ذلك في رقبة محدودية خيارات الوجهات داخل الحدود وقصر مدة الإجازة، وعدم توفر الأماكن السياحية المناسبة في الداخل. المؤسسة العامة للجسر تتخذ استعداداتها، وترفع درجة التنسيق على أعلى المستويات لفتح جميع المسارات تيسيراً على المسافرين، ولا أحد ينكر ذلك ولكن أين الحلول الناجعة والعلاج الشافي لمرض «الزحمة المزمنة»، وفي عيد الأضحى لهذا العام ارتفعت أعداد ومدة انتظار المسافرين على جسر الملك فهد الرابط بين البحرين والسعودية إلى ثلاث ساعات على الجانب السعودي، فيما لا تتجاوز عند المنفذ البحريني دقائق معدودة، رغم كل الاستعدادات التي أعلنتها الجهات الرسمية السعودية قبل إجازة العيد، وتدفقت آلاف المركبات على كبائن جسر الملك فهد، وسط حالة من الاستياء من جرّاء تأخر إنهاء إجراءات المغادرين إلى مملكة البحرين، بعد أن امتدت ساعات الانتظار إلى ثلاث ساعات واضعة علامة استفهام بطول الجسر حول ماهية الحلول لهذه المشكلة التي لم تصل بعد إلى حد المعضلة. لقد مللنا التصريحات التقليدية حول مشاكلنا اليومية والموسمية ومنها الزحام على طريق الملك فهد، وبات المطلب مواجهة لكل منها وإطلاع المواطن على حجمها ثم وضع حلول واقعية لها بجدول زمني معلن، ومشكلة الزحام بالجسر لا تحتاج سوى إلى استقطاب المسافر السعودي وتوجيه بوصلة خياراته السياحية إلى الداخل بتدعيم سياحتنا الداخلية وتنويع خياراتها ومقوماتها وعندها لن يجد المواطن السعودي مدا من قضاء إجازته في ربوع أبها أو بين ورود الطائف أو على ضفاف الشرقية. - مدير مكتب جريدة الجزيرة بالمنطقة الشرقية