تفشت ظاهرة التسوُّل بصورة مقلقة للمجتمع؛ فبعد أن كان المتسولون يرتادون أماكن محددة ومعروفة للجميع، كالمساجد والأسواق وطرقات الأحياء، تطور التسول الآن بصورة ملحوظة ولافتة؛ حيث بدأت جحافل المتسولين والمتسولات بالظهور في الطرق السريعة ومحطات الوقود خارج النطاق العمراني، إضافة إلى إتقان صناعة النصب والاحتيال بتلك الصور المكرورة بادعاء الإصابات والعاهات بتجبيس اليد والرجل، وخصوصاً بعد طردهم من منطقة الحرمين، ومنهم من يدعي موت الأب والأم أو تكبد ديون أثقلت كاهله ولا يستطيع الفكاك منها، ومنهم من يفتعل البكاء لاستدرار عطف الناس لدرجة أن بعضهم يحلف كاذباً، وقد يقسم بعضهم بالله كاذباً بأنه لولا حاجته وعظم مسؤوليته لما وقف أمام الناس، وغالبيتهم غير سعوديين وصغار في السن, إلا أن المجتمع بفطنته لم تعد تلك الحيل تنطلي عليه، وأصبحت أساليب التسول والشحاذة معروفة للجميع.