تظهر عليه علامات التدين يتخطى صفوف المصلين ليقف أمام الصف الأول ينظر إلى جموع المصلين بكل ثقة وجرأة يلقي خطبة عصماء كأنه تلميذ لقس بن ساعدة، يذكر خطيبنا القسي بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي تشنع من التسول وتحذر منه فتشرئب إليه أعناق المصلين استحسانا لما يقول، وفي ختام خطبته العصماء يبين خطيبنا أنه مر بظروف مادية وهو بحاجة لمساعدتكم! مشهد تمثيلي قام به هذا المتسول لاستدرار عطف المصلين. ولعل هذا أسلوب من الأساليب التي يستخدمها المتسولون ضمن حملتهم التكسبية كاستخدام الأطفال والنساء والتي تبلغ ذروتها في شهر رمضان المبارك لروحانيته وقرب القلوب من الله. لذا فإن الواجب أن لا تنطلي علينا هذه الأساليب والحيل التي ينتهجها المتسولون وألا تأخذنا العاطفة والرأفة والشفقة بهم وعدم إعطائهم أي مال لأن في إعطائهم المال ما يعينهم على التسول ولما في ذلك أيضاً من معاونتهم على الباطل والإثم والعدوان وأن نتصدى لتلك الظاهرة السيئة ونقضي عليها حتى تكون مساجدنا خالية مما يدنسها ويشوه صورتها. ولن يتم ذلك الأمر إلا بتكاتف الجهود، وترابط الجميع مواطنين ومقيمين والوقوف صفاً واحداً ضد هذه الظاهرة السيئة والتصدي لتلك المنظمات والمؤسسات المبتزة ويتمثل ذلك بالوقوف مع رجال مكافحة التسول وتذليل المهام لهم ومساعدتهم والتبليغ عن المتسولين. محمد حمدي السناني المدينة المنورة