ما الذي أجبر القائمين على مهرجان (الدوخلة التراثي) الذي انطلقت نسخته الثامنة على جزيرة (تاروت) يوم الخميس الماضي على تقديم برنامج (دوخلة قوت تالنت)؟! على الرغم من أن (المهرجان تراثي) ويعنى بتجديد تراث المنطقة والحفاظ على الموروث الشعبي، إلا أن تخصيص مسرح للمواهب الشابة تحت مسمى البرنامج العالمي الشهير يعد أمراً محيراً ويترك أكثر من علامة استفهام: عن مدى إقبال الشباب على المشاركة فيه لو كان (المسمى تراثياً) ومن واقع ضفاف الخليج العربي؟! ولم يكن له علاقة بال (قوت تالنت)؟! أتفهم وجود (فعاليات الكونج فو) والمسرحيات والمقاطع الكوميدية جنباً إلى جنب مع (القهوة الشعبية النسائية) والقرية التراثية، أما ربط منافسات شبابنا واكتشاف (مواهبهم) بمسمى أجنبي أظنه أمر (فات على المنظمين) وكان من الأجدى اختيار اسم (تراثي) يتناسب مع أجواء وفرحة العيد ويرسخ مفهوم المنافسة بين النشء في كل الأجيال (محلياً)! أنا هنا لا ألوم أهل (الدوخلة) وحدهم فيبدو أن حمى وصرعة (العولمة) اقتحمت مهرجاناتنا في كل المناطق فقبل (3 أشهر) مثلاً كان هناك عرض مشابه أقيم في أحد المتنزهات في (منطقة حائل) واستهدف المواهب ذات الصوت الحسن والقدرة على الاستعراض بشكل احترافي ومبهر، وقد واجه (قوت تالنت حائل) جملة من الانتقادات والمطالبة بإيقافه إلا أنه خصص (للعائلات)! كما شهدت القصيم مع بداية الإجازة الصيفية برنامج (بريدة قوت تالنت) الذي تناقلت أخباره بعض الصحف (آنذاك) كونه خالياً من الموسيقى ويعتمد على (موهبة الصوت) فقط! محاكاة البرامج والمسميات العالمية أمر (رائع) وجاذب في الحقيقة وخطوة ذكية ولكن السؤال الأهم: أين يمكن وضع هذه (المسميات) واستخدامها بشكل صحيح؟! وهل المهرجانات الشعبية مكان مناسب لمثل هذا (الاقتناص) أو السرقة للأسماء العالمية؟! إن المحلات التجارية المنتشرة في شوارعنا من أكثر (بلدان العالم) حملاً لأسماء البرامج والمشاهير دون (رقيب أو حسيب)، وهي تعكس بوضوح عدم تناسب (الأسماء مع المحتوى) الذي أقصده، حتى أني بدأت أشك أن (الحلاّق) الذي أغلق للترميم في (ناصية شارع بيتنا) سيتم حتماً تغيير (مسماه) مع تجديد الديكور من (محمود للحلاقة) ليصبح (حلاق فليكس) للذقن والرأس! كم تمنيت أن أعمل في البلدية لمدة (ثلاثة أيام) أغير فيها مسميات بعض المحلات التي أصابتني بالغثيان يومياً، أرحمونا يا جماعة من فوال (النجمة الماسية) و(سباك المريخ) و(حداد السعادة) ! أفكر جدياً في فتح مستوصف (الأصايل) بعياداته المستقلة وأخشى أن يكون سبقني عليه أحد، أشك أنه (مخصص للبشر) فالاسم (بيطري) 100%؟! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]