نملك بحمد الله (تراثاً تاريخياً) غنياً بالكثير من الصور الفريدة التي تعكس القيمة التاريخية الصادقة للإنسان السعودي، و(موروثاً شعبياً) يزخر بالمعاني الصادقة والنبيلة الممتدة من ثقافتنا وبيئتنا المحلية، ومهمة الحفاظ على هذا التراث والموروث هي أمانة تكفلت بها عدة جهات منها هيئة التراث والسياحة وقبلها المهرجان الوطني للتراث والثقافة وكذلك وزارة الثقافة والإعلام وغير ذلك من جمعيات الثقافة والفنون وبعض الدور التاريخية والتراثية. وقد سعدت كثيراً بانضمام وعودة (أرامكو السعودية) مجدداً للجهات التي ترعى الثقافة والتراث من خلال المهرجانات التي تقدمها بشكل مهني واحترافي وكأنها بالفعل شركة متخصصة في الثقافة والترفيه للأسرة مما جعل لها جمهوراً غفيراً يحرص على متابعة كل نشاط ثقافي ومجتمعي تقدمه، ولعل آخر صور هذا الاهتمام هو ما أشرف عليه مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي من عروض شعبية قدمت يوم العيد في الظهران وتستمر لأكثر من (12 يوماً) قادمة, وعجزت أنا والكاميرا من نقل كل تفاصيلها المبهرة للمشاهدين على الرغم من أنها رقصات سعودية شعبية حافظت على هويتها المعروفة وأصالتها طوال (45 دقيقة) من العرض الذي قدم برؤية إخراجية عالمية على يد المخرج (إيلي كرم) والذي أسند إليه المركز مهمة إخراج الرقصات الشعبية من الساحل الشرقي وجازان وغيرها ليقدمها بشكل متناغم وبحبكة عصرية تبين (القيمة الفنية) لكل موروث تقدمه فرق جمعية الثقافة والفنون حتى أن المتابع يشعر بأنه يشاهد تلك العروض للمرة الأولى. الجميل أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي وهو يستعين بالخبرات العالمية التي يمتلكها في هذا المهرجان لم يغفل مشاركة وإشراك (الشباب السعودي الطموح) من موظفي أرامكو أولاً، ثم مئات المتطوعين والمتطوعات الذين فتحت لهم أرامكو فرصة اكتساب الخبرة، فضلاً عما كسبته الفرق الشعبية من رؤية جديدة و(نفس عالمي) سيكون له الأثر في تقديم أنفسهم والتعريف بما يملكونه من موروث شعبي بطريقة جديدة فيها محافظة على الأصالة والقيمة التاريخية لكل رقصة. كم نحن بحاجة لمثل هذه التجربة المفيدة والاحترافية في إشراك شبابنا جنباً إلى جنب مع (العقول والخبرات الأجنبية) ليستطيعوا تطوير أنفسهم وأدواتهم كل في مجاله وحقله, هذه الخطوة تختلف عن (تجارب أجنبية وعربية) كثيرة تأتي إلينا تحاول إيهامنا بأنها تقدم مالا يستطيع أبناؤنا تقديمه من خلال تغليف (الرؤى الإخراجية) لأعمالنا الشعبية (بشفرة سرية) حتى نعود له في كل مرة و(ندفع أكثر)!. بلا شك إن شبابنا هم الأقرب لفهم تفاصيل كل عمل شعبي وثقافي سعودي والأجدر بنقله للعالمية بصدق، وهو ما ننتظره مستقبلاً من مخرجات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي. شكراً أرامكو على هذه العيدية الشعبية، وشكراً لكل شاب سعودي رأيت عينيه تلمعان ترقباً لفرصة قادمة قد تسند فيها له مهمة الإشراف على تقديم مورثنا الشعبي وإخراجه..!. وعلى دروب الخير نلتقي،،، [email protected] [email protected]