هذا هو الإعلام؛ أمواجه متلاطمة، إداراته متغيرة متحولة، تدلف إلى بلاطه أسماء تبدأ على استحياء حتى إذا استوت ونضجت واتخذت لها طريقة ومنهجا وأسلوبا وأحبها الناس رحلت! أبواب هذا الإعلام ليست مفتوحة الآن في كل الأوقات، كان ذلك في الزمن القديم من ملك الكفاءة لن يحجزه حاجب أو ترده عقبة؛ أما الآن فقد تبدلت الطرائق والعلائق؛ فإن لم يحفظ ب»معرف» عن طريق صديق فإن أبواب الموقع ستكون محجوبة إلى أن يوفق إلى «الباسوورد»! دخلت إلى عالم الإعلام أسماء أصبحت أعلاماً سنوات ثم اختفت، غيبها الزمن، ضاعت في زحمة الحياة وتقلب الأيام، ومر السنين وتوالي الأحداث وتعاقب الأجيال، وهذه سنة الحياة، وتذكرنا لها ليس إلا من باب الوفاء لها والسؤال عنها، وإن كانت صلتي لم تنقطع بعدد كبير ممن اختاروا تغيير مواقعهم أو اضطروا إلى ذلك اضطرارا لتوقف صعودهم الوظيفي أو سوء التقدير المعنوي أو المادي أو ما يعطل الحركة الإعلامية من ممارسات إدارية عارضة. تذكري لزملاء ممن عرفتهم أو سمعت عنهم من مذيعي الإذاعة والتلفزيون أو العاملين في هذين المجالين والمتصلين به إدارة أو إخراجاً أو تنفيذاً ليس إلا من باب الوفاء كما قلت، وهم وإن غابوا عن الحضور الإعلامي فما زال عدد كبير منهم يزاول عملا حكوميا آخر، أو ينتج ويكتب، ونعلم أيضا أن بعضهم مريض فندعو له بالشفاء وحسن الختام، وبعضهم تقاعد واختار الراحة والهدوء والسكينة بعيداً عن ضجيج الأضواء والشهرة، المهم أن نتذكرهم وندعو لهم في حضورهم وفي غيابهم قدر ما بذلوا من جهد وما قدموا من عطاء لوطنهم ومجتمعهم، وندعو بالرحمة لمن انتقل منهم إلى رحاب الله تعالى. ولن أشير في هذا السرد التذكري إلا لمن غاب، أما من ما زالوا متواجدين ويعطون فإنهم ليسوا في حاجة إلى تذكير بهم؛ فهم يؤكدون حضورهم مع كل إطلالة وأدعو لهم بالعون والتوفيق. من إعلاميينا الذين كانت لهم صولات وجولات كل في ميدانه ثم غابوا عن الإذاعة والتلفزيون: جميل الحجيلان، وزهير الأيوبي، وعبدالرحمن الشبيلي، ومطلق الذيابي، وبدر كريم، وخالد التويجري، وماجد الشبل، وغالب كامل، وعلي النجعي، وعلي ومنصور الخضيري، وعايض الردادي، ومحمد المنصور، ومحمد حيدر مشيخ، وعبدالرحمن يغمور، وعلي المشهدي، وخالد اليوسف، ومحمد الرشيد، وصالح السويدان، وفايز المنصور، وعبدالله حمزة، وسبأ باهبري، ومزيد السبيعي، وسعد العتيبي، وياسر الروقي، وعبدالله فرحة الغامدي، وسعيد الدرمحي، وبندر الدوخي، وعبدالكريم الخطيب، وحسين العسكري، وبكر باخيضر، وسليمان عبيد، وعبدالرحمن المقرن، وعبدالمحسن الخلف، وعبدالله الخريف، ومهدي الريمي، وحمد الصبي، وحسين بخش، ومحمد الدعيج، وحسن التركي، وعبدالله الزيد، وعبدالله الحيدري، وسعيد شوشة الثبيتي، وعبدالله الأفندي، ومحمد العوض، وعبدالمحسن الحارثي. أما الذين غيبهم الموت من أبناء بلادنا فإننا نترحم عليهم ونتذكرهم بكل جميل فمنهم: عباس فائق غزاوي، محمد عبدالرحمن الشيباني، محمدعبدالرحمن الشعلان، محمد كامل خطاب، محمد الخطيب، سليمان الشبانة، وعبدالرحمن زارع، وعبدالله بن صوت الحربي، وفهد الهاجري، وعبدالرحمن منصور الزامل، وخالد عبدالله البنيان، وسعيد طمسان، وجميل سمان، وسليمان العيسى. ونتذكر أيضا أخوات كريمات، ومنهن: نبيلة عمر فادن، وسها ونعمات محمد أزهري، ومنيرة عبدالرحمن العبرة، وزكية الحجي، وسلوى عبدالمعين شاكر، ومريم الغامدي، وزكية الحجي، ودلال عزيز ضياء، وفاطمة بكر يونس، ونجاح أبالخيل، وغيرهن من الأخوات الفاضلات. وممن عملن في الإذاعة وقد انتقل إلى رحاب الخالق بعضهن، وما زال عدد منهن موجودا بيننا وندعو لهن بطول العمر: عزة فؤاد شاكر، وبتول مراد، وخيرية السقاف، وفريال مكي كردي، وشريفة المنديلي، وشيرين حمزة شحاتة، ونجاة عواد، وعائشة حماد، ودنيا بكر يونس، وسلوى غازي، ومنيرة المسعود، ومنيرة الأحيدب، وبدور إسماعيل، وغيرهن. وممن أثروا العمل الإعلامي من أشقائنا العرب وندعو بالرحمة لمن توفي منهم وبالصحة وطول العمر لمن هو على قيد الحياة: خميس سويدان، ومنير الأحمد، وإبراهيم الذهبي، ومحمد علي كريم، وعلي غرايبة، وعوني كنانة، وعبدالملك عبدالرحيم، ومنذر النفوري، وأحمد تاج الدين، وزكريا شمس الدين، ومحي الدين القابسي، وكمال سرحان، وسعيد الهندي، ومسلم البرازي رحمهم الله، وحسين المجالي، وسيد سالم ميدان، وميسر سهيل، وسلامة محاسنة، وكمال البني، ومحمود أبو عبيد، وسمير شما، وعبدالرحمن الغلاييني، وعدنان الدبسي، ومهدي يانس، وغيرهم. وقد سطر كل من هؤلاء من مضى منهم إلى رحمة الله ومن ما زال يعطي في مجالات أخرى أسماءهم في سجل التاريخ الإعلامي والثقافي الوطني، وأدعو إلى تكريمهم، وتجديد ذكر أسمائهم، وبخاصة الجيل الأول الرائد؛ إما باقتراح جائزة إعلامية سنوية باسم أحد أولئك الرواد ويسلمها معالي الوزير في احتفال كبير، أو تسمية أحد استديوهات الإذاعة أو التلفزيون باسم أحدهم، أو تسمية أحد الشوارع، أو إعادة طباعة كتب من ألف منهم كتبا، أو إعادة برامجهم القابلة للإعادة، أو إنجاز ملفات توثيقية عنهم في مجلة الإعلام والاتصال التابعة للوزارة. الحضور والغياب أمر طبيعي، ولكن البقاء في الذاكرة هو ما نسعى إليه احتراما وتقديرا لمن بذل وأعطى. وألتمس المعذرة ممن لم أستحضر اسمه، أومن أخطأت في حقه بذكر معلومة غير دقيقة، وأتطلع إلى تصحيحها مبذولا له الشكر سلفا. [email protected] mALowein@