من الطبيعي أن لا يوافق بشار الأسد على هدنة عيد الأضحى المبارك لوقف شلال الدم في سوريا، فشخص مثل بشار الأسد ونظامه لا يعبأ بالمناسبات الدينية ولا يهتم بالمقدس؛ فالذي يزهق أرواح شعبه وبالمئات وبأساليب بشعة لم تجرؤ على فعلها أكثر الأنظمة قمعاً واستبداداً، مثل إلقاء براميل المتفجرات والقنابل الفراغية على منازل المدنيين الأبرياء وقتل النساء والأطفال وهدم المساجد والبنى الأساسية للبلد وتحويله إلى أرض محروقة، وكأن البلاد أرض للأعداء وليس لأبناء الوطن. شخص مثل هذا ونظام متجرد من الإنسانية لا يعير اهتماماً بالمناسبات والأعياد الدينية، فكل همه إيقاع أكبر عدد من الضحايا في محاولة يائسة لوقف ثورة الشعب السوري الذي لا يمكن أن يوقف ثورته مهما استعمل من أساليب القتل والتدمير. ولذلك فإن مبادرة ممثل الأمين العام للأمم المتحدة وأمين عام جامعة الدول العربية المشترك السيد الأخضر الإبراهيمي الداعية إلى عقد هدنة في أيام عيد الأضحى المبارك التي وافق عليها الثوار السوريون ورفضها النظام السوري تؤكد من جديد بغي هذا النظام وخروجه عن كل القيم الإنسانية والأخلاقية وحتى الدينية، فمناسبة كعيد الأضحى المبارك وفي وقت تتصاعد أصوات المسلمين الملبين للسماء طالبة الرحمة والغفران، وفي الوقت الذي يسعى ملايين الحجاج إلى غسل ذنوبهم والتوجه إلى الله بقلوب صافية آمنة نظيفة يصر النظام السوري على مواصلة ارتكاب الجرائم والموبقات والكبائر التي من أكثرها بغضاً لله قتل النفس المسلمة البريئة، ومع أن المبعوث الدولي والعربي قد أتاح فرصة لهذا النظام لإظهار ما يدعيه من حرص على سلامة وأمن شعبه، إلا أن كل الادعاءات وزيف القول بالدفاع عن الشعب قد كشفتها نزعته الإجرامية التي تجعله يرفض نداءات ومبادرات وقف المجازر التي يرتكبها ضد الشعب السوري الذي ابتلي بهذا النظام القاتل، مما يفرض على كل القوى الخيرة التي تعمل من أجل السلام والإنسانية أن تساعد هذا الشعب المنكوب في التخلص من هذا النظام الذي يصر على ارتكاب ومواصلة جرائمه حتى في أعياد المسلمين. [email protected]