لم تعد الشعوب غائبة عما يجري، سواء في بلدانها أو ما يدور في بلدان أخرى، فالعالم أصبح قرية كونية انتشر فيها الإعلام الفضائي الذي أصبح ينقل كل ما يدور فيها بكثير من الدقة والمتابعة، ولهذا فإن الشعوب أصبحت تحدد مواقفها من الأنظمة والدول التي تقف معها أو تلك التي ترتكب الجرائم وتساعد من يضطهد تلك الشعوب بتقديم الدعم السياسي ويرسل الأسلحة، وبعضها يرسل مقاتلين يشاركون في قتل الشعب والتغطية على جرائم النظام. في المسألة السورية أصبح الشعب السوري متأكداً ومتيقناً من انحياز ودعم نظامين وبعض الجماعات والأحزاب السياسية والطائفية، فالسوريون على علم بما تقدمه روسياًوإيران بالتحديد لمساعدة نظام بشار الأسد في قتل الشعب السوري، فقد نقلت المحطات الفضائية ووكالات الأنباء عن أساليب وطرق إيصال الأسلحة إلى النظام السوري في الوقت الذي ترتكب المجازر ضد المواطنين، فقد كُشف النقاب من أن نظام طهران يستعمل الطيران المدني التجاري لإرسال شحنات أسلحة على متن الطائرات المدنية التابعة لشركتي الطيران الإيرانية وأن الأسلحة تشحن مع حقائب المسافرين رغم احتوائها ذخائر ومتفجرات مما يهدد سلامة الركاب فضلاً عن اختراق ضوابط تصدير الأسلحة، كما أن المعلومات تؤكد أن الطائرات المدنية الإيرانية تنقل العديد من المسلحين والمقاتلين من أعضاء فيلق القدس الإرهابي أحد تشكيلات الحرس الثوري الذي أصبح تواجد مقاتليه واضحاً وملموساً في المعارك اليومية التي تخوضها قوات النظام السوري ضد المواطنين. أما روسيا فبالإضافة إلى الدعم السياسي الدولي السافر لنظام منبوذ من قبل الأسرة الدولية ووضع «الفيتو» تحت تصرفه لحمايته من العقاب الدولي، فإن روسيا تواصل إرسال الأسلحة الفتاكة التي يستعملها النظام السوري لقتل الشعب، وآخرها إرساله سفينة محملة بالأسلحة رست في ميناء طرطوس. هذان الموقفان من قِبل إيرانوروسيا لا يمكن للشعب السوري أن يتناساهما ويغفر لنظامي موسكووطهران دعمهما لنظامٍ مجرمٍ يقتل شعبه ويرتكب المجازر البشعة التي أثارت الاشمئزاز داخل سورية وخارجها وهذا ما يجعل كلاً من النظامين الروسي والإيراني نظامين عدوين للشعب السوري مشاركين في عمليات قتل هذا الشعب الصابر. [email protected]