في اليوم الأول من حملة الإخوة التي وجَّه بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لنصرة الأشقاء في سورية، كان التجاوب السعودي -كالعادة- رائعاً، بل أكثر مما كان متوقعاً، مجسِّداً قناعته وولاءه لكل ما يطرحه خادم الحرمين الشريفين، ومؤمناً بجهاد الأشقاء السوريين، ففي أول ست ساعات وصل تبرع السعوديين إلى أكثر من مئة مليون ريال سعودي، وأقفل اليوم الأول على أكثر من 120 مليون ريال سعودي، نقداً فقط، أما التبرعات العينية من ذهب وملابس وسيارات ومواد غذائية وملتزمات أخرى كالخيام والبطاطين والثلاجات والأجهزة المنزلية، فسوف تحدد قيمتها بعد نهاية الحملة التي أمر خادم الحرمين الشريفين أن تتواصل لخمسة أيام، بحيث تختتم يوم الجمعة القادم. والحقيقة أن الموقف مشرف، ورائع جداً أن يتدفق أبناء الشعب السعودي بالاندفاع والحماس الذي شاهدناه، وما هذا إلا استجابة لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الذي يعلم السعوديون والمسلمون جميعاً بأنه لا يسعى إلا لخدمة ومساعدة المسلمين أينما وُجدوا، كما أن حماس السعوديين لمبادرة المليك يؤكد مدى الترابط والولاء بين القائد وشعبه، إضافة إلى أن القضية التي دعا خادم الحرمين الشريفين الشعبَ السعودي لنصرتها، قضية عادلة تتطلب من جميع المسلمين الوقوف معها ومساندة الشعب السوري الشقيق الذي يجاهد من أجل نيل كرامته المهدورة وحريته التي صادرتها عصابات كافرة لم تحدها القيم ولا الأخلاق، ولا الضوابط الشرعية من ارتكاب الجرائم والآثام، فبالإضافة إلى القتل الهمجي والعشوائي تعرضت حرائر سورية للاغتصاب والأطفال للقتل وحتى الذبح على يد عناصر الجيش والأمن ومليشيات الشبيحة التي تضم عناصر من الإيرانيين ومن حزب حسن نصر الله. وهذا ما دفع السوريين إلى ترك منازلهم والهجرة خارج بلادهم أو النزوح إلى مدن أكثر أمناً، رغم أن نظام بشار الأسد حوَّل كل سورية إلى جحيم لا يُطاق. هذا الوضع وما يحيط بالسوريين من آلام وعذاب يتطلب أن تستمر حملة نصرة الشعب السوري وبالحماس والاندفاع نفسه الذي شاهدناه في اليوم الأول، فالمجاهدون واللاجئون والنازحون يحتاجون إلى مساعدات غذائية وعلاجية وتوفير سكن لهم، وهناك حاجة إلى إنشاء مستشفيات ميدانية لاستقبال الجرحى السوريين الفارين من جحيم الأسد، فكثير منهم يتوفاهم الله لعدم تلقيهم العلاج، وهو ما يفرض إقامة ثلاثة مستشفيات ميدانية عند الحدود التركية السورية، وآخر عند الحدود اللبنانية، وثالث عند الحدود الأردنية، بالإضافة إلى تقديم الأغذية وسكن لمئات الآلاف من السوريين الفارين خارج بلادهم والنازحين المشردين داخل مدنها، وهو ما يتطلب أن يكون الدعم سخياً ووافراً لتلبية هذه الاحتياجات الأساسية لبقاء الفارين على قيد الحياة. [email protected]