الوقت أيضا له حاجاته التي على الإنسان أن يسديَها، ويعنى بها.. فمن لا يفعل، تضيع منه فرص الوفاء حتى للثانية منه.., بمثل ما لليوم بليله.. ونهاره.. وإلا لما كان للصلاة وقتها الذي إن نفد فات،... وليوم الصوم حدوده من انفصال الخيط الأبيض عن الأسود، وعودتهما إن بلغ مضى،... وليوم عرفات حدوده، بين انبثاق نور شمسه, وزوالها إن انتهى خرج.. فخروج وقت الصلاة.., وغروب يوم رمضان، يوجبان القضاء.. ولزوم الوفاء على من شهدهما ولم يفِ لمضمونهما من الإلزام بالأداء صلاة، وصوما... وإن زالت شمس يوم عرفة، ولم يقف الراغب في الحج فيه ملتزما بشعائره،..حُفظت رغبته ليوم عرفة آخر يأتي في سنة أخرى، تُعقدُ للوقفة فيه النية، ولا تبلغه إلا بالأداء.. أجل, للوقت حاجاته، التي تنزل بالمرء، وعلى هذا المرء أن يغتنمها، وإلا فإنه يخسرها.., ليس فقط خسارة أيام، وأوقات فيها الزمن له معنى آخر، وصفات أخرى، ومتطلبات تخصه, وخسارة عمل ونتائج أفعال فيه، خصص لها، وقدرت نتائجها إما للإنسان، أو عليه.... الوقت للإنسان سيف، وسيَّاف كما سبق أن قلت هنا، في تجسيد آخر, لفكرة أخرى..! ولأننا الآن في أيام قُدِّر لأوقاتها حاجاتها, ومطالبها، وخصصت من لدن خالق كل شيء لتكون لها حرماتها، وفيها يوم عرفة العظيم،... فإنني أسأل الله أن يوفق المسلمين فيه لطاعته، وحسن عبادته، والعمل على مرضاته، فيُشغلوا كل لحظاتها بما يرضيه تعالى.., وبما يسعدهم برضائه سبحانه.., وبما يبلغهم مغفرته.. وأن يتقبل من الحجيج سعيهم.., ويمكِّن حجَّهم من أن يكون مبرورا.., مقبولا.. وأن يغفر لنا جميعنا ويدخلنا في رحمته.. *** ولقرائي الأعزاء خاصة، دعوة بمزيد من السعادة, والسرور، والهدى، والنور.. حتى ألتقيكم فيما هو آت من أيام، بعد عيد الحج إن شاء الله، وكل عام والجميع راضيا ربه.. مرضيا منه تعالى. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855