عندما يعصف الحب بقلب الأنثى ترى كل الوجود جميلا فتنثر سعادتها ورودا يعطر شذاه الدنيا تحطم كل قيود المستحيل التي تحاول الحجر على مشاعرها عن ماذا تبحث هذه الأنثى هل تبحث عن عشق مجنون كعشق قيس أو تبحث عن هيام كهيام روميو أم أنها تبحث عن شاعر لا يخجل من البوح بحبه كجميل بثينة قد لا يكون في ذلك المعشوق صفة واحدة من صفات هؤلاء الشعراء ولكنها المرأة.. معادلة صعبة لا يفك رموزها أحد سوى ذلك الآدم الذي عزفت أوتار قلبها له... هكذا تحب المرأة ولكن كيف تكره... لا تحب المرأة بسهولة وإذا أحبت فهي لا ترى إلا ما هو جميل بل تتوانى عن التفتيش عن ما هو جميل وقد تجمل حتى عيوبه التي يراها الناس عيوبا. والويل لك يا آدم حين لا تقدر هذا الحب والويل ثم الويل لك حين تسخر من تلك المشاعر والويل ثم الويل ثم الويل لك يا آدم حين تتجاهل هذه العاشقة حينها سيتحول دفاعها عنك لهجوم وعشقها لك لكره ولن تتوانى عن البحث عن عيوب بل قد تختلق هذه العيوب اختلاقا. أي قلب مجنون هذا القلب الذي تضمه جوانحك أيتها العاشقة تتحولين من أقصى اليمين لأقصى اليسار قد لا يكون خطأك يا آدم خطأ كبيراً في نظرك ولكنه في نظرها جريمة لا تغتفر حينها لا تبحث عن السماح والصفح لأنها في ذات الوقت تبحث عن كل ما من شأنه رد كرامتها كأنثى ولا ترمي حتى بالورود في طريقها وقد تتعثر بها ولكنها لا تراها ولن تلتفت لها بل إنها قد تتعثر في جثتك الهامدة أمامها ولن تتعاطف معك ولن تدعو لك حتى بالرحمة والرحيمة منهن في هذه الحالة ستدعو لك بأنك يكون مثواك صقر. من أين لك كل هذه القسوة أيتها المرأة ثق يا آدم أن قسوتها عليك كانت بقدر الألم الذي تسببت به في حياتها فهل كانت هذه الأنثى إلا مرآتك التي تعكس ما فعلته لنفسك معها لا تحاول أن تجرحها ولا تحاول أن تسخر منها ومن عقلها فإنك تشوه صورتك في مرآتك دون أن تعلم.