كتبَ الأستاذ الصديق حمد القاضي مقالاً في صحيفة الجزيرة الصادرة بتاريخ 17/11/1433ه تحدث فيه عن معالي الأخ الدكتور ناصر بن محمد السلوم وزير المواصلات سابقاً.. واستعرض شيئاً من سيرته واستحقاقه للتكريم.. وأشاد بمبادرة لجنة أهالي عنيزة بتكريم معاليه.. وهي كلمة حق.. وشهادة خبير فالدكتور فعلاً يستحق التقدير والتكريم. لقد قابلت معاليه لأول مرة في شهر شوال من عام 1394ه.. وكنت وقتها حديث التخرج.. وأبحث عن أي الجهات الحكومية أعمل فيها.. وكانت الفرص في ذلك الوقت متوفرة ومتعددة.. فاستطاع بأسلوبه وشخصيته أن يقنعني بالانضمام إلى وزارة المواصلات.. ومنذ ذلك الوقت ربطتني بمعاليه علاقة ود واحترام.. كنت أجد منه رعاية ظننت في البداية أنها خاصة.. ولكن مع الوقت لاحظت أن كل العاملين في جهاز الوزارة يحملون نفس التصور.. فقد كان قريباً من كل من يعمل معه.. يشجع المجتهد.. ويثني على المبدع.. ويفتح المجال لمن يريد أن يعمل وأن يتعلم. كان يعمل بإخلاص منقطع النظير.. صادقاً في وطنيته.. أميناً على مسؤوليته.. عالماً في مجال تخصصه.. ملماً بتضاريس بلاده.. يعرف مواقع الجبال.. ومسارات الأودية.. وأماكن التجمعات السكانية.. وباختصار فقد كانت خارطة المملكة بتفاصيلها.. ماثلة في ذهنه عند مناقشة بدائل مسارات الطرق للمواقع المختلفة. عمل معاليه في الوزارة منذ تخرجه مهندساً مشرفاً على مشاريع التنفيذ.. وتدرج في المسؤولية حتى عُين وكيلاً مساعداً ثم وكيلاً ثم وزيراً.. وكان في جميع مواقع العمل التي كلف بها.. الرجل المبدع.. الذي يعمل بلا كلل ويعطي بلا حدود.. ويتحمل مسؤولية اتخاذ القرار الصعب. عملت معه تسعة وعشرين عاماً.. وجدت منه.. ووجد منه زملائي كل دعم ورعاية.. كان يهتم بالموظف السعودي.. ويحرص على خلق فرص التعليم والتدريب والعمل.. يدعوهم للاجتماعات التي يعقدها مع المقاولين والاستشاريين.. ويصحبهم في جولاته الأسبوعية على المشاريع.. وكانت هذه الاجتماعات وتلك الزيارات تمثل ورش عمل راقية المستوى في مناقشاتها وما يطرح فيها من مواضيع. كان معاليه يحرص على أن تكون هناك فرص للتدريب على رأس العمل خصوصاً في المشاريع الكبيرة.. وذات الطابع المتخصص. كان يحرص على مشاركة منسوبي الوزارة في جميع المؤتمرات العالمية ذات العلاقة.. ويؤكد على الجدية في الحضور ويحاسب كل من يلاحظ تقاعسه أو تهاونه.. ولذلك ترك في الوزارة جيلاً مؤهلاً واصل المسيرة وتسلم القيادة.. وبعضهم خرج إلى مواقع أخرى في الدولة.. أو في القطاع الخاص. كان حريصاً على سعودة قطاع مقاولات الطرق وقد نجح في ذلك.. فتكونت شركات كبرى مع الوقت وتولت مشاريع تنفيذ وصيانة الطرق.. كما شجع المكاتب الاستشارية السعودية وفتح لأصحابها أبواب الوزارة واسعاً.. ونجح في تحقيق هدفه. هذه لمحة عن إنجازات معالي الدكتور ناصر السلوم في مجال الاهتمام بالموظف والمقاول والاستشاري .. وباختصار هذا أسلوبه في توطين صناعة الطرق.. أما دوره في بناء شبكة الطرق المتميزة فهو دور عرفه كل من عمل معه من موظفين ومقاولين واستشاريين ومن تعامل معه من مواطنين.. فقد استثمر دعم الدولة وحرصها على مشاريع التنمية وتشجيعها للعاملين.. استثمر ذلك في ربط المملكة ومحافظاتها بطرق تطورت حتى تميزت في تعدد مساراتها وأسلوب تنفيذها.. ومواصفات عناصرها.. وأصبحت شرايين عبرت منها مختلف متطلبات التنمية إلى أطراف المملكة.. وحققت تطلعات القيادة الرشيدة في نشر الخير.. والنماء لتشمل كل السكان. هذه نبذة بسيطة عن معالي الدكتور ناصر السلوم.. وأسلوب عمله.. وطريقة تعامله.. ولا أشك أن كل من عمل معه من المهندسين بخاصة والموظفين عامة مدين له.. ولتوجيهاته.. وخبرته.. كما أن كثيراً من المقاولين والاستشاريين الذين يعملون في الساحة في الوقت الحاضر يتذكرون دعمه ومساندته لهم.. ألا يستحق هذا وأمثاله من أبناء الوطن.. وهم كثر والحمد لله.. التكريم والتقدير.. ولذلك أُكرر شكري لأهالي عنيزة على هذه المبادرة.. والشكر للأستاذ حمد لإتاحة الفرصة لي للمشاركة. - عبد العزيز بن محمد التويجري