لم يكن أكثر المتشائمين تشاؤماً يتوقع مشاهدة الهلال على تلك الحال في موقعة الأربعاء أمام المنافس الكوري اولسان؟!. ولم تكن الفرصة سانحة ومواتية للفريق الهلالي لكسر عناد البطولة الآسيوية في نسختها الحالية مثلما سنحت وواتت هذه المرة؟!. فالفريق شبه مكتمل.. والمنافس ليس بتلك القوة التي تجعل من الصعوبة التغلب عليه.. فضلا عن أن نتيجة لقاء الذهاب كانت معقولة جداً وبالتالي إمكانية رد الصاع صاعين وربما ثلاثة؟!. هذا عدا ميزة إقامة اللقاء النهائي على أرضنا وبين جماهيرنا، ما يجعل، بل يتوجب على الفريق بذل أقصى طاقاته من أجل اغتنام مجمل هذه المعطيات، ولكن؟!!. وآه من لكن.. فلقد أُعطيت القوس لغير باريها.. لذلك تحولت المعطيات إلى نقاط ضعف مزرية استغلها المنافس كما يجب، فكانت (المهزلة) بقيادة الداهية (كومبواريه) وفريقه الفشيلة؟!. عندما يلعب الفريق ويؤدي ما عليه داخل الملعب من واجبات ببسالة وبروح وثابة، وحرص على الظهور بالمظهر اللائق أمام جماهيره ثم يخفق في الكسب لسبب ما.. فلن يلومه أحد على الخسارة لكونه أدى ما عليه ولم يقصّر في واجباته. أما أن يتحول إلى فريق (مهلهل) بلا روح، وبلا منهجية، وبلا مبالاة، وكأنه يجري مناورة وليس نزالا تكون من خلاله أو لا تكون.. هنا عليه ألاّ ينتظر أو يلتمس من أنصاره قبل مناوئيه أي تعاطف أو مواساة؟!. بحثت بين الأربعة عشر لاعباً الذين شاركوا في شرف (الفشيلة) علّي أجد بينهم من يمكننا القول: إنه أدى دوره المفترض إحساساً بأهمية اللقاء، وتقديراً لسيل الجماهير الهادرة التي أتت من كل صوب لتؤازر وتدعم فريقها أملاً في الاحتفال بتجاوزه منعطف نصف النهائي واللحاق بالأهلي والاتحاد لكن أصابني (الحول).. فالكل كان خارج التغطية، البعض مثل الكل، والكل مثل البعض؟!!. وهنا أتساءل : ماذا لو أن الفريق الكوري من الفرق التي لا تكتفي بتحقيق الكسب فحسب.. وإنما تمعن كثيراً في زيادة غلتها من الأهداف بغية إذلال الفريق المقابل، وإدخال الرعب في نفوس عناصر المنافس المنتظر، ولاسيما إذا كان حال الفريق المقابل كحال (فريق كمبواريه) يوم الأربعاء، حتماً ستكون النتيجة مضاعفة؟!!. وللأمانة : لقد رأف الكوريون بحال الزعيم يومها وكأنهم يجسدون مبدأ (ارحموا عزيز قوم ذل)، فقد تسيدوا الملعب طولاً وعرضاً، وغزوا المرمى الأزرق من كل الجهات، وسجلوا الأهداف بكل الأشكال والألوان.. ولم تظهر عليهم بوادر التعب والارتباك التي شاهدناها تكتنف الوضع العام للمرشدي ورفاقه، بمعنى أنه بشيء من الضغط والحرص على زيادة الغلة التهديفية، كان يمكنهم ذلك بكل يسر وسهولة.. وعليه أسجل هنا تقديري للفريق الكوري عِرفاناً بهذا الصنيع؟!!. الله يذكرك بالخير يا (سامي الجابر).. تذكرتك يومها فعرفت معنى مقولة: رُب رجل بأمّة ؟!.