لم يكن أكثر المتشائمين كان يتوقع أن يحدث ذلك السيناريو الغريب للقاء الهلال أمام أولسان الكوري.. لكنه في الوقت ذاته كان الأمر منطقيا بناء على الأسماء داخل الملعب التي ظهرت بكل كبرياء وغرور فالبطولة القارية تحتاج لأسماء يواكب حجمها تملك النفس الكبير لتحقيق الحلم الأغلى الذي ظل هاجس الإدارة الحالية طوال السنوات الماضية وبات بقاء الإدارة على كرسي الرئاسة الزرقاء تحت رهن تحقيق البطولة الآسيوية وفي كل موسم تظهر مطالبات الإصلاح التي تفتقد لأدنى مقومات النجاح، من السهل أن تكسب الرهان وتظهر كما تريد شريطة الإعداد المميز وتقديم أسماء محلية وأجنبية قادرة على تحقيق الحلم الأكبر دون ضغوطات إدارية بعكس ما يحدث حاليا بوضع الهاجس الآسيوي في مقدمة الاهتمامات الزرقاء أثناء فترة التحضير الأمر الذي يشكل ضغطا رهيبا على لاعبي الفريق أكثر من كونه أمر تحفيزي ومجرد إثبات طموح وأماني, ما حدث من الجماهير الهلالية بعد نهاية اللقاء من كلمات جارحة وظهور محبط كان نتيجة العبث الكبير بتاريخ الفريق الزعيم الأزرق ونتيجة العيش داخل دهاليز وأوهام تلك الجماهير الكبيرة التي تحملت من الصعاب جمة وبقيت صادقة وفية لناديها تنتظر عملاً كبيراً يوازي مقدار وفائها وصبرها، الخسارة القاسية التي مني بها الفريق كانت امتداداً لما حدث في لقاء الذهاب وظهور العديد من الأصوات التي تقلل من شأن الفريق الكوري حتى وصف بالمتواضع فنياً ومن السهل تحقيق نتيجة إيجابية كبيرة في لقاء الرد الأمر الذي منح لاعبي الفريق جرعات تخديرية منحتهم نتيجة المباراة قبل انطلاق صافرة الحكم، صحيح ربما يكون الفريق الكوري ليس بالخارق فنيا ومن الصعب تجاوزه لكنه أيضا يملك ثقافة الانتصار داخل المستطيل الأخضر تلك العقلية هي المحرك الأساسي للفريق الذي لم يخضع لضغوطات إعلامية وجماهيرية وإدارية الحال ينطبق أيضاً على نادي الاتحاد الذي واجه الفريق الأصعب في آسيا ويجيد الظهور بثوب رائع وتقديم كرة حديثة مميزة لكن العميد قهر جميع تلك الظروف وظهر بشكل رائع عبر (الروح) العالية للفريق الاتحادي والإعداد النفسي المميز وثقافة التعامل مع البطولات القارية..!!