الصيد بالصقر هواية أصيلة وتراث عظيم لا يعوض باي هواية أخرى يحب فيه الصقّار صقره حبا لا يجارى. نبل وإباء وأصالة راسخة في قلوب أبناء هذه الأرض الطيبة, سيناريو بديع يؤدى على مسرح الطبيعة تلك الصحراء الحانية خال من التكلف ابطاله هم من يتمتعون بمشاهدة لقطاته الممتعة, عندما امتطيت زورقي الصغير وابحرت في بحر من القصائد الشامخة والمقطوعات الجميلة مطلقاً العنان لإحساسي بالتمتع ولناظري بالتمعن, قفلت حاملاً دانات من الشعر الجميل والخالي من التكلف لشاعر تأصل حب المقناص في قلبه واحتل حيزاً واسعاً منه امتدت علاقته بالصقر لأكثر من خمس واربعين سنة وسجل في هذه العلاقة اجمل القصائد واروع النوادر وهو الذي لم يتغزل إلا في هذا المحبوب الوحيد إنه الشاعر الكبير بدر الحويفي . عندما ينصحه بعض الناس بترك هذه الهواية معللين ذلك بعدم استفادته منها, يتمغض هذا الجواب وهذا الرد المقنع الذي يجبرهم على الإنصات له والله يلولا غايتي ما نقل الطير ما نقل على كفي خفوق الجناحي أبي اليا فزّت تقل شعف معصير واقفت تعقد مع سهالٍ فياحي الى قوله وجيته يمزّرها على القاع تمزير يشلق معلق ثديها,, بالجناحي هذيك والله منوتي,, يالمناعير ان كان أنا مجنون وان كنت صاحي وكل برايه له تصرف وتدبير ولأحدٍ على الدنيا جلس واستراحي وأرزاق خلق الله وهايب وتقدير ورزقي على مجري هبوب الرياحي الى آخر القصيدة عندما يكون هناك موهبة الى جانب الهواية يظهر الإبداع في ابهى حلله ويتولد الجمال ويتجدد العطاء, في القصيدة التالية يتجسد الجمال في جميع حالاته ويفشي شاعرنا بسره القديم الى محبيه بعد طلبهم منه نبذة من الجمال. ياللي طلبتم نبذةٍ من قصيدي عن واقع المعقول لا انقص ولا أزيد أنا غرامي وانبساطي وعيدي تفريعة القرناس بأرضٍ بها صيد لا شطب الصيحان روس الزبيدي والعشب جاله بالمثاني,, عنا قيد ولابدو مايبدي لهم,, بالشديدي تسعين ليلة ماحكوا بالمواريد الى قوله وفيّض على فيحان ريف المعيدي نبي لنا بشعاف لوقه مطاريد على أوسوق مقربات البعيدي من فوقهن يازين مزح الأواليد لا فرّع النادر وطلعه وكيدي وحوّل على جوال الحباري تقل حيد ويسلط على الخرب النشيط العنيدي حاسه وداسه والحباري ملابيد يقضي بها الصقار يومٍ جديدي في ساعةٍ مابه وجيهٍ مقاريد هذا هوى بالي وهذا رصيدي سوق النظر بين السهال الجراهيد لو كان من طرد الولع ما ستفيدي فتقٍ بقلبي وأعذروا يالأجاويد والقصيدة طويلة وجميلة وهي بحق من اجمل ما قيل في البر والربيع والقنص. الصديق في رحلات القنص من الأشياء المهمة والصديق إذا كان ذا همة عالية وإيثار يكون من أسباب نجاح هذه الرحلات والوصول الى اكبر قدر من التمتع بها, شاعر يوجز صفات من يرغب صحبته في هذه المقطوعة البديعة. يامل قلب دق به كل طاري طواريٍ باقصى الضماير تتله وشفق على شوف الفضا والبراري لا صار معه مشببٍ مسند له خطو أبلج لملاقف الصيد ضاري جدع الضريبة بالسهم,, عادةٍ له قرم بوجهه للمروه شواري رايه سديد وكل درب يدله ماهو حضيبي مزاجه تجاري ليا عقدت الراي عود,, يفله أول نهارك يعجبك ما أنت داري مار البلا تالي نهارك تمله أبا امدح الطيب ولاني مداري واللاش لا خايف ولا حاسب له الفرق باللي ياصلون المعاري وإلا الردي شرهات مثلي تزله أبي خويٍ ضاريٍ بالمساري ماهو مهينٍ يرقد الليل كله في كل عام يكون هناك إعلان من الجهات الحكومية المختصة عن بداية موسم الصيد وهو ما يسميه الصقارون برخصة الطير وهم ينتظرون هذا الوقت على أحرّ من الجمر ويتأهبون له يقول شاعرنا عن هذه الرخصة. متى على الله تبتدي رخصة الطير وعقب الرباط يصف ريش,, القرانيس والمزن بالمنشأ تشوفه,, مزابير والبرق تال الليل مثل المقابيس الى آخر القصيدة الرائعة. لا يستطيع البيان احتواء جميع صفات الجمال ولكن بشيء من الايجاز ارجو ان اكون قد وفقت في إلقاء الضوء على جانب مهم من شخصية شاعرنا الكبير بدر الحويفي علماً أن قصائد القنص لشاعرنا أكثر بكثير مما أوردت من مقتطفات من هذه المقطوعات البديعة, وشكرا من الأعماق لتراث الجزيرة وللقائمين عليه ودمتم على أحسن حال. سليمان راشد الغفيلي القصيم * المصادر: ديوان بدر الحويفي من ص 67 ص 75 طبعتين برنامج مجالس الشعراء حلقتان . برنامج ركن البادية من دولة الكويت إلقاء جزاء صالح قصائد متفرقة.