فاصلة : (قال صلى الله عليه وسلم: قال الله تبارك وتعالى: (يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولاأبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة). - حديث شريف- في الغربة، حيث لديك الوقت -رغم كل مشاغلك ومسئولياتك- للتأمّل في ماضيك وحاضرك ومستقبلك تجد مساحة من التدبّر لأهم علاقة في حياتك. علاقتك مع الله هي العلاقة التي لا يمكن أن تتعلّمها مثل العلوم في المدارس، ولا يمكن أن يفرضها عليك الوالدين، إنما يكون محظوظا ذلك الذي نشأ في أسرة استطاعت أن لا تفرض الوصاية على عقله وتفسح له مجالا للتفكر والتدبّر في رب هذا الكون. في المدارس وفي زمن الصحوة رُبّيَ جيلُنا على الترهيب، وعندما كنا أطفالا كانت النار أقرب إلى أذهاننا من الجنة، وكان العقاب أقرب إلى وجداننا من الثواب، ولطالما كان السؤال في ذهني وأنا طفلة: كيف أحب الله وأخافه في ذات الوقت؟ الحب عاطفة وفيه انفعالات عدة، لكن الخوف انفعال يستجيب لمثير، واكتسبناه مما ترسخ في أذهاننا من آيات الوعيد والعقاب. في الأزمات وفي الغربة إما أن تقترب من الله وتتفكّر في علاقتك معه، فتتساءل: كيف تتعامل معه في السراء والضراء في كل لفتات حياتك وسكناتها، وإما أن تكون علاقتك معه -جل جلاله- من خلال عبادات اعتدت ممارستها. لطالما رددت وأنا في المدرسة (اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك)، وكنت وأنا طفلة أتساءل كيف يراني الله ؟ ولم اجرؤ حتى على السؤال عن هيئة الله جل جلاله. كيف هو الله، أعرف صفاته وأسماءه الحسنى، لكن هناك في داخلي تعطش أكثر لأن أجيب على كثير من الاسئلة. في رمضان العام الماضي شاهدت سلسلة حلقات لبرنامج الشيخ «مشاري الخراز» «كيف تتعامل مع الله «وأدركت ما لا يمكن إدراكه من خلال كتب الترهيب، بل من خلال العقل والمنطق. كيف تتعامل مع الله اذا سترك...اذا كنت وحدك...اذا تأخر رزقك... إذا هداك...إذا لم يستجب لك...اذا توكلت عليه... اذا رحمك...اذا اردت ان تتوب...اذا رزقك....اذا ظلمك انسان...اذا ابتليت... اذا فقدت حبيبا. واكتشفت أنني أحفظ الكثير من الآيات دون تدبّر فأين ذهب ما تعلمته في مادة التفسير، واكتشفت أنني أحفظ الكثير من الأحاديث النبوية ولا أعرف إسنادها فكيف درست مادة الحديث؟ انه العقل حينما تخلصه من الوصاية والخوف...انها الغربة اذا مددت اليها يدك لتكون بداية التغيير في حياتك استطعت أن تبني نفسك من جديد، واذا عرفت كيف تتعامل مع الله عرفت بعد ذلك كيف تعيش الحياة. [email protected]