كتب التفسير تحفل بالكثير من الفوائد واللطائف التفسيرية والصور البلاغية. وكتاب (قطاف الأفانين)، الذي أعدته أ. ندى بنت صالح الكريديس، يجمع الكثير من الفوائد والعديد من اللطائف والصور البلاغية. ومن أقوال المفسرين وأهل العلم للآية الكريم {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا} (48) سورة النساء. الذنوب التي دون الشرك قد جعل الله لمغفرتها أسباباً كثيرة، كالحسنات الماحية والمصائب المكفِّرة في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة ودعاء المؤمنين بعضهم لبعض وشفاعة الشافعين، ومن فوق ذلك كله رحمة الله تعالى التي أحق بها أهل الايمان والتوحيد. وجاء في عمدة التفسير عن الحافظ ابن كثير في تفسير الآية الكريمة: {قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ}: لا تلقى المؤمن إلا ناصحاً، لا تلقاه غاشاً، لما عاين ما عاين من كرامة الله تمنى على الله أن يعلم قومه ما عاين من كرامة الله. وفي هذه الآية تنبيه عظيم ودلالة على وجوب كظم الغيظ والحلم عن أهل الجهل والترؤف على من أدخل نفسه في غمار الأشرار وأهل البغي، وعدم الشماتة به والدعاء عليه.