لوحظ في الفترة الأخيرة تسليط الضوء الإعلامي على كفاءات من الطلبة الدارسين في الخارج، وعلى ابتكاراتهم العلمية، وتفوقهم المعرفي، وهذا مؤشر صريح إلى أن ما سبق من هدر في الإغفال لهذه الطاقات، والقدرات لم تعد تؤيده المرحلة، ولا يتناسب مع الرغبة في العناية بالإنسان..، لأن الإنسان هو الحياة في أوسع معانيها.. وقد احتفيت بجملة من هذه الأخبار، وبأسماء رموزها، أولئك المضيفون للنفس فرحا يخلصها قليلا من آثار مآسي البشرية عامة، وأبناء الجوار المنكوبين في سوريا، وفلسطين تحديدا.. أمس الاثنين، تصبَّحتُ بوجبة فرح دسمة في الجزيرة، لعلها ستبقيني شبِعة مدى من الوقت طويلا.. ذلك لأننا جميعنا هنا، وتحديدا المقتربين من هموم ذوي الاحتياجات الخاصة، نراهم يتألمون كل يوم مرات، ومرات مع كل زفرة، وشهقة..لكثير من القصور في أمورهم.. حيث من ضمن همومهم أنهم لا يجدون مراكز تستوعبهم، تحديدا الذكور في مراحل النمو المتقدمة، وما يعانيه ذووهم من الرهق، والحزن.. وقلة الحيلة وحيرتها.. فإذا بالشاب (شاهر بن عايض المرزوقي) المبتعث لجامعة أريزونا بالولايات المتحدة يبتكر، ويتفوق ويحصل على اهتمام خاص ممن يدرك حجم أهمية ابتكاره في أثناء دراسته للماجستير،.. ينص الخبر بأنه قد تمكن من إنجاز جديد حين نجح: «في ابتكار مشروع طبي أذهل أصحاب الاختصاصات في جامعة أريزونا الحكومية، حيث تمكَّن من تطوير صناعة الأذرع الصناعية التي تعمل على إكمال دائرة نقل المعلومات من الدماغ إلى اليد لتحريكها ومن اليد إلى الدماغ كإشارات حسية لتسهيل التحكم في الذراع.» وشاهر الذي نال الدرجة مع مرتبة الشرف على هذا الابتكار..، لم تغره فرحة الفوز، والتفوق، وعروض الشركات عن مواصلة الدراسة، لمزيد من التمكن، ولمزيد من الابتكار حيث قال: «إن إعاقته والتي كانت على إثر إصابة تعرض لها منذ الصغر كانت نقطة تحول كبيرة في حياته إذ استطاع أن يتأقلم معها كأي طفل بكل براءة، بدعم وتشجيع من والدته، وأشار إلى أنه خلال غيابه عن الوطن لمدة عشر سنوات حصد شهادات علمية وابتكاراً علمياً والكثير من العروض الكبيرة من شركات أمريكية تطلب وده للعمل لديها إلا أنه فضَّل مواصلة مشواره التعليمي لنيل شهادة الدكتوراه ومن ثم التفكير في الوظيفة.».. نفرح بمثل هذا.. بل نطمئن كثيرا.. ونزداد تفاؤلا في الآتي.. ولعل شاهر المرزوقي يعود فيضم يده لتكون ساعداه مؤازرة للآخرين في مجال اختصاصه، وإحساسه، وتجربته.. عملا، وتطبيقا، وتحديثا.. فلا ينجح في تصميم المشاريع، وإنجاح المبتكرات، بمثل ما يفعل من يعيش التجربة إحساسا..، فكيف بمن يملك علما مع التجربة..؟ مفخرة يا شاهر أنت، وأمثالك للأهل، والوطن، ولي أيضا.. حفظك الله، ووفقك، وزادك من فضله علما، وتفوقا، وعملا ناجحا...آمين. عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855