كم عدد من يدرس الطب الآن من السعوديين ؟!. وكم عدد من سيلتحقون بكليات الطب في العام القادم ؟!. كم عدد من يدرسون الهندسة؟! كم سيكون لدينا من الحاصلين على شهادة في إدارة الأعمال بعد أربع سنوات ؟! بعد خمس سنوات ؟! بل بعد عشر سنوات ؟! هل نملك مثل هذه المعلومات ونخطط لاستيعاب المتخصصين في مجالاتهم، عبر خلق فرص تنموية مستقبلية تتيح لهم إيجاد وظائف تلائم تخصصهم ؟!. لا أعتقد أنّ الأمر فيه صعوبة ويمكن بسهولة معرفة هذه الأعداد، من خلال بيانات الجامعات بما فيهم المبتعثون ومن يدرسون على حسابهم أيضاً، بل ومن ينوي أن يتخصص من طلاب المرحلة الثانوية في السنوات القادمة !!. هذا الأمر لا يحتاج لجهد كبير أو ميزانيات خاصة من أجل التخطيط السليم لمستقبل هؤلاء، وإذا ما أردنا بالفعل حل مشكلة البطالة بصدق، فسنتمكن من ذلك قبل أن تتضاعف الأعداد مع مرور الوقت !. لا يمكن أن نقف متفرجين ننتظر أن تحل مشكلة ما يقارب من (3000 عاطل) يحمل شهادة عليا وفي ذات الوقت العدد مرشح للزيادة بكل تأكيد مع نهاية كل فصل دراسي !!. لنقضي على البطالة ونساهم في خلق فرص جديدة ومستقبلية للوظائف، يجب أن نتعرّف ونحصر الأعداد المتوقّعة للالتحاق بسوق العمل أو الاستعداد للانخراط فيه ونسب كل تخصص، لنبني على ذلك خططنا خلال السنوات المقبلة. أعتقد أننا في حاجة لمعرفة (الأعداد التقريبية) التي ستصبح مؤهلة خلال هذه السنوات، وبحث الحلول وخلق الفرص. لا يجب أن نبقى غارقين في البحث عن حلول (للمشكلة الحالية)، بل يجب التفكير قدماً في المستقبل والتخطيط له، قد تمتلك بعض الجهات هذه الأعداد أو هكذا تصوُّر, لم أسمع أي جهة تتحدث عن المستقبل وهذه الأرقام خصوصاً وزارتي التعليم العالي ووزارة التخطيط، المعنيتان بتزويد الوزارات الأخرى بمثل هذه الرؤية، لتكيف خططها المستقبلية تبعاً لتلك الأعداد المقبلة ولتتيح الفرصة لها للمشاركة في التنمية والمساهمة في إيجاد فرص وظيفية لها. أين نحن الآن ؟! وماذا سنكون في المستقبل ؟! هذا كل شيء ؟!. ولعل الإنسان البسيط في حياته اليومية يسأل نفسه عند قدوم مولود جديد له، كيف سيكون عليه حاله بعد سنتين أو ثلاث ؟! حتى لو كان لديه مناسبة خاصة يتوقع ويتحرّز لعدد الضيوف المتوقع قدومهم ليستعد لهم بكل ما يحتاجون ؟! لتعرفوا أنّ الأمر بسيط ومهم التخطيط لننظر لبلد شقيق مثل (الأردن) أعلن بالأمس أنّ لديه (13.000) طالب يدرس الطب الآن منهم (3.000 ) يدرسون في أوكرانيا متوقعاً أن تكون هناك بطالة أطباء خلال السنوات الثلاث المقبلة، بل إن طلاب الإدارة العامة هم (53.000)، وأن دارسي التمريض الآن يفوقون ال(10.000 طالب) رغم وجود (3.700 ممرض عاطل)!!. أعتقد أنّ هذه (الحسبة) هي أول طريق للتخطيط والبحث عن الحلول الناجعة للبطالة !!. وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]