أشعر بالتعاطف كثيراً مع عاملة النظافة (فرانسيين سيداواي) التي فُصلت من عملها في مستشفى (أدنبروك) ببريطانيا بسبب إفراطها في وضع المساحيق والمكياج على وجهها، بعد أن تعوّدت على ذلك طوال ثلاث سنوات ونصف من عملها دون اعتراض من أحد..! المصيبة أن ست الحسن والجمال (فرانسيين) تقول لرؤسائها الذين فصلوها أنتم لا تفهمون حقيقة ما يجري على وجهي: إنه (مكياج على الطريقة المصرية)، تعلمته وتعلقت به كثيراً وقد تفاءلت به عندما قمت بوضعه (أول يوم) تقدمت فيه للوظيفة، حيث تم (قبولي فوراً) وما زلت محافظة عليه حتى تم فصلي بسببه..! (عظمة يا مصر) يبدو أن أثر المسلسلات والثقافة المصرية قد غزت بريطانيا، والعاقبة (للحزمة الرمضانية) القادمة التي من المتوقع أنها (حتكسر الدنيا) كما يقول أحد الفنانين المصريين يوم أمس الأول، والجميل أن الفن والثقافة المصرية لم تتأثر كثيراً بمجمل ما حدث في مصر، بل إن المصريين وظَّفوا الواقع والأحداث إلى نكتة أو ابتسامة كما هي عادتهم تحت مجمل الظروف والضغوط الحياتية (وحّدوه بقى يا جدعان) وخلونا نشوف سالفة (فرانسيين)..؟! من المؤسف أن هناك (حالات شبيهة) في بعض مستشفياتنا الخاصة، وهنا أؤكّد على (بعض)، لأننا حقيقة نفتخر بالعاملات في القطاع الطبي ولكن تجد (بعض الموظفات) وكأنها ذاهبة إلى (صالة أفراح) من كمية المساحيق التي على وجهها..! ويتضح هذا خصوصاً عندما يتعلق الأمر بدفع تكاليف الحساب أو الاستقبال، وهذا أمر (ممجوج وغير لطيف إطلاقاً) والمصيبة إذا كان من متطلبات العمل أو من سياسة إدارة المركز الطبي لجذب العملاء أو التخفيف عليهم من (هول صدمة) الفاتورة؟! هناك ذوق عام وآداب اجتماعية يجب أن تراعيها إدارات بعض تلك المستشفيات الخاصة وتحرص عليها فيما يخص (لبس ومظهر) طواقمها الطبية والعاملة، لأن الهدف من دخول هذه المجمعات هو البحث عن العلاج والصحة وهو الأمر (الأهم) بالنسبة للمريض الذي سيدفع الحساب..! يجب القضاء على هذه الظواهر قبل أن تتطور وتصبح جزءاً من شخصية القطاع الطبي الخاص، وعندها من يدري فقد تمتد وتؤثّر على مستشفياتنا الحكومية والعاملين فيها..! وحينها سمعني (أحلى سلام) لوزارة الصحة: الرقابة.. الرقابة، المتابعة.. المتابعة، عظمة يا صحة..! وعلى دروب الخير نلتقي. [email protected] [email protected]