تبعاً لسلسلة مقالات ترشيد الطاقة التي نشرت في هذا العمود في الأسابيع الماضية جائتني الكثير من الرسائل التي تدور حول ما هي البدائل المتوفرة للمواطن العادي الذي تأثر بظاهرة الإسراف في استهلاك الطاقة ويريد أن يساهم في هذا الهدف الوطني السامي؟.. للجواب على هذا السؤال: صحيح أن الكثير من الأفكار ذات الفعالية الكبيرة للحد من هدر الطاقة تكون تحت مسؤولية بعض المؤسسات التشريعية و التنفيذية في البلاد مثل إنشاء قطارات بين مدن المملكة المتنامية الأطراف، ومترو أنفاق داخل المدن الرئيسية مثل مكة والمدينة والرياض وجدة والدمام، وتطوير أنظمة وقوانين تكون متناغمة مع مبدأ ترشيبد الطاقة مثل التطوير العمراني. اتفق مع البعض بأن هذه الأفكار خارج نطاق المواطن العادي بالرغم من أن صاحب القرار في هذه المؤسسات التشريعية والتنفيذية عادة ما يكون مواطناً عادياً مثلي ومثل أي من القراء الأعزاء. ولكنه في الحقيقة يوجد الكثير من الأمور التي يستطيع كل مواطن عادي خارج نطاق هذه المؤسسات التشريعية والتنفيذية سواءً في البيت أو في المكتب أو في المجمع التجاري والسكني أن يساهم ولو بشكل بسيط جداً للحد من إهدار الطاقة مثل: استخدام عوازل في تصاميم البناء، استخدام الثيرموسستات عند حرارة معتدلة لجميع المكيفات، استخدام أدوات كهربائية منزلية ذات استهلاك كهربائي عالي الكفاءة، إقفال الإنارة في الأماكن التي لا يتواجد فيها أحد، الحد من إنارة السور والمناطق الخارجية للبيت، الحد من استهلاك الأدوات الكهربائية من غير ضرورة، استخدام الشمس لتنشيف غسيل الملابس إن أمكن بدلاً من النشافة الكهربائية ذات الاستهلاك الكهربائي العالي، الحد من استخدام السيارة إلآ عند الضرورة للذهاب للأماكن البعيدة (البعض منا مع الأسف لا يبعد منزله عن المسجد أو السوبرماركت إلا عشرات الأمتار وتجده يستخدم السيارة). أما على مستوى المنطقة والمدينة فأنا أعتقد أن المحافظ أو الأمين أو مدير البلدية أو مدير الجامعة أو مدير المجمعات السكنية والتجارية يستطيعون عمل الكثير من الأشياء التي تؤدي وتصب في مفهوم ترشيد الطاقة ومنها: استخدام الطاقة الشمسية للإنارة خاصة الطرق البعيدة، استخدام إنارة ذات توقيت دقيق متزامن مع غروب وشروق الشمس (فلا ترى إنارة الشوارع مستمرة مثلاً بعد شروق الشمس أو قبل الغروب)، الترشيد في كمية الإنارة خاصة في المشروعات الكبيرة مثل الجامعات والمجمعات السكنية والتجارية (بعض المشروعات لا تستطيع التفريق بين الليل والنهار من شدة الإنارة فيها)، إغلاق الإنارة في الكثير من المباني الحكومية والتجارية خارج وقت الدوام. أتمنى كذلك من القائمين على المشروعات الصناعية الكبيرة جداً مثل معامل البتروكيميائيات في الجبيل وينبع وأمثالها توفير باصات مبرمجة في أوقات متعددة لموظفيها الذين ينتقلون بشكل يومي من المدن القريبة من هذه المصانع للحد من استخدامهم لسياراتهم الخاصة. أما وزارة المواصلات التي تشرف على الطرق السريعة فأتمنى منهم التنسيق مع إدارة المرور لإنشاء مسار خاص (ربما يكون المسار الثالث اليسار في الطرق السريعة ذات ثلاث مسارات أو الرابع في الطرق السريعة ذات الأربع مسارات).. للسيارات التي يكون ركابها 2 فما فوق و ذلك لتشجيع ما يطلق عليه في الغرب كار بولنق (أي المشاركة في السفر أو التنقل بالسيارة) بحيث تكون مخالفة لكل سيارة تستخدم هذا المسار يكون فيها راكب واحد. هذه أمور بسيطة جداً و لكنها -إن طبقت على مجال واسع في جميع مدن المملكة- سوف يكون لها دور كبير في نشر ثقافة ترشيد الطاقة والحد من استهلاك الطاقة والحد من استمرار ارتفاعات معدلات استهلاك وهدر الطاقة. في الأسبوع القادم سوف أتحدث إن شاء الله عن بعض التحديات التي قد تواجة المواطن العادي الذي يريد أن يساهم في ترشيد استهلاك الطاقة ولكن الظروف التي من حوله -مع الأسف الشديد- تمنعه من ذلك. www.saudienergy.net