مثلما كان الرئيس المصري محمد مرسي واضحًا وحاسمًا في الجلسة الافتتاحية للقمة السادسة عشرة لدول عدم الانحياز التي انعقدت في العاصمة الإيرانية طهران في شأن انعدام شرعيَّة النظام السوري الذي وصفه بالظالم القاتل لشعبه، كرَّر موقفه الداعم للشعب السوري أمس الأربعاء أمام وزراء الخارجيَّة العرب بتأكيد أن التغيير وحده هو الحلُّ الناجعُ لمعالجة الأزمة السورية، فوقت الإصلاحات انتهى، إذ لا يمكن أن يَتمَّ إصلاح الأوضاع بعد أن يقتلَ كل هذه الأعداد من الشعب السوري بواسطة الجيش النظامي الذي يستعمل أشد الأسلحة فتكًا، والتي ظلت مخزنة في مستودعات الجيش بالرغم من أن أجزاءً من البلاد مُحتلَّة وأن العدو الإسرائيلي لا يبعد عن العاصمة دمشق سوى 46 كيلو مترًا، إلا أن الصواريخ والطائرات المقاتلة والدبابات ظهرت ومارست دورها في القتال ولكن ضد الشعب الذي قدَّم الأموال والرِّجال لشراء هذه الأسلحة والتدريب عليها، لتظهر القدرة القتالية لهذه الأسلحة الفتَّاكة ومهارة الذين تدرّبوا عليها، فتدمر المدن السورية في ريف دمشق وحلب وحمص وإدلب ودرعا ودير الزور، في حين يخلد المحتلون الإسرائيليون للراحة ويتابعون بكثير من الغبطة حصد الصواريخ السورية أرواح الشعب السوري إضعافًا للقوة السورية مما يجعلهم أكثر اطمئنانًا على البقاء مدة أطول في الجولان السورية، التي هي أقرب من حلب التي تعربد طائرات بشار الأسد وتهدم صواريخه المنازل وتشرد الدبابات والمدفعية الأهالي، الذين يهيمون على وجوههم صوب الحدود مع تركيا والأردن ولبنان. وقت التغيير أصبح ملحًّا أكثر من أي وقت، ولا مجال لإصلاحات وتفاهمات بعد أن اتسعت مساحات القتل والدماء وبات من المتعذِّر الحصول على أطراف تؤمن بالتغيّير في هيكل النظام السوري الحاكم، ولهذا فإنَّ البحث عن أطراف للحوار من داخل النظام مضيعة للوقت، وأصبح الإسراع عن تكوين بديل مقبول من داخل الشعب السوري، ومن أشخاص لم تتلوث أيديهم بدماء الشعب السوري، والذي يجب أن يركز عليه الوسطاء أو من يبحثون عن حلِّ مرضٍ للمأساة السورية، أما الانشغال بتحقيق انفراجات ولقاءات لا تحقق إلا مزيدًا من القتل هو إطالة للأزمة وإعطاء وقت للقتلة. [email protected]