لن يستيقظ الضمير الإنساني بما فيه الضمير العربي والإسلامي بعد مجزرة داريا غرب دمشق.. السوريون الذين تلقوا نبأ المجزرة المروعة في هذه المدينة التي كانت تضم ربع مليون سوري مسلم سني لم يعودوا يعوِّلون شيئاً على ضمائر المجتمع الدولي مسلمين أو عرباً أو ممن يدعَّون الدفاع عن حقوق الإنسان، ففي سوريا الآن يُقتل الإنسان وتُنفذ الإعدامات وسط الساحات وحتى في المساجد. في داريا لجأ السكان إلى جامع أبو سليمان الدارباني في المدينة، ظناً منهم بأن عسكر بشار وشبيحته والمرتزقة المستقدمين من إيران ولبنان ستثنيهم حرمة الجامع عن إجرامهم، إلا أن ظنهم قد خاب بهؤلاء القتلة المجرمين بعد أن جمعوا الأطفال والنساء والشيوخ وقاموا بقتلهم بدم بارد بإطلاق الرصاص على رؤوسهم ورقابهم، ونتيجة لذلك سقط أكثر من 150 شهيداً في حملة وحشية أخرى شنتها العصابات الإجرامية ضد المدنيين. مدينة داريا غرب دمشق كانت مسرحاً لعمليات إجرامية من قبل عسكر بشار المدعمين بفرق من المرتزقة والشبيحة والذين استباحوا المدينة لخمسة أيام متتالية، مهد لها جيش النظام السوري بقصف مدفعي موجه من الجبل الذي يشرف على المدينة، وقامت طائرات مروحية بإطلاق الصواريخ على الأحياء السكنية، ثم بعد ذلك اقتحمت كتائب بشار الأسد المدينة ترافقهم مجاميع من المرتزقة الإيرانيين واللبنانيين والشبيحة لتكون حصيلة الهجمة الإرهابية مقتل 440 شهيداً منهم شهداء وجدوا داخل مسجد عمر بن الخطاب، إضافة إلى شهداء جامع أبو سليمان الدارياني الذي شهد إعدام أكثر من 150 شهيداً. هذه المجزرة الجديدة تؤكد أن النظام الأسدي مصمم على إبادة الشعب السوري للإبقاء على رئيس يدير نظاماً عُرف بامتهانه قتل وتعذيب وإيذاء شعبه، ويراوغ كل محاولات وجهود المجتمع الدولي الذي حاول بشتى الوسائل ثنيه من أسلوبه الإجرامي، إلا أن النظام وشبيحته ومرتزقته القادمين من إيران ولبنان والعراق يتحدون كل محاولات الأسرة الدولية لمساعدة الشعب السوري الذي يتعرض لإبادة جماعية غير مسبوقة، مما يستدعي الانتقال إلى أسلوب آخر لمواجهة نظام بشار الأسد مما يجعل التفكير باللجوء إلى التدخل العسكري وفرض مناطق آمنة لحماية السوريين من توغل النظام. [email protected]