يُعَدّ رجال العقيلات سفراء للوطن كما وصفهم بذلك خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ حيث عكسوا صورة مشرقة عن الوطن أرضاً وإنساناً بدهائهم وأخلاقهم العالية ونُبلهم ورقي تعاملهم، تلك الصفات التي تجسدت للآخرين في احتكاكهم بهم خلال رحلاتهم للعراق وبلاد الشام ومصر وغيرها. وقد تخلل تلك الرحلات التاريخية التي قاموا بها على ظهور الإبل تبادل الكثير من الخيرات بين بلادنا والبلدان التي زاروها، ومن ذلك النخيل الذي كان من أهم أصناف الغذاء المتداولة في تلك الحقبة الزمنية. وبحسب الباحث في شؤون العقيلات وصاحب موقع العقيلات على الإنترنت ومتحف العقيلات، الأستاذ عبداللطيف بن صالح بن محمد الوهيبي، فإن تبادل ونقل فسائل النخيل كان أمراً متداولاً تلك الفترة، ومن ذلك ما قاله العقيلي عبدالله العثيم رحمه الله: «إن رجلاً من العقيلات ينتمي لأسرة المهنا نقل معه للعراق فسيل نخل سكري لصديق له في بغداد من أهل بريدة مقيم هناك، لكنها لم تنجح وتثمر بل يبست وماتت». قال الشاعر خالد الجريش: هذي بريدة من على وقت الأجداد ما تلحق بالسبق مثل الأصايل يسمع بصيت عقيل شدو البغداد في علم رفع الراس مهوب مايل فيما أشار الوهيبي إلى أن الفضل في جلب نبتة البرحي للقصيم يعود بعد الله للعقيلي محمد بن عبدالله البسام من أمراء عقيلات وأكبر تجارهم؛ حيث أتى بعدد من فسائل البرحي من العراق إلى عنيزة، وقام بإهداء عدد منها وغرس البقية في مزرعته، وأثمرت ونجحت. قال العقيلي الشاعر محمد الغليقة: تكفون يالقصمان حوفوا على الجيش أشوف بن بسام ولم زهابه شايخ لنا ياعقيل واهل الطرابيش مع السخى والجود لينة جنابه كما أكد الوهيبي أن سجلات تاريخ عقيلات تحفظ للعقيلي عثمان بن أحمد العثيم من كبار رجالات العقيلات من بريدة، المولود عام 1250ه، أنه جلب فسيلتين من أنواع البريمية والقنطارة من ملك كبير من النخيل لوالده أحمد ببغداد، وقام بغرس الفسيلتين بملكه بالغاف غرب بريدة, وكبرت البريمية وأثمرت، وكانت شديدة الحلاوة، فيما لم ينجح غرس القنطارة؛ حيث يبست وماتت وانقرضت. لافتاً إلى أن رجالات العقيلات كانوا يلفون جذع الفسيل بالخياش وليف النخل, وأثناء الطريق يرطبون الليف والخياش عند كل مورد ماء.