العقيلات واحدهم عقيلي والجمع عقيلات وهم أُناس من نجد وبخاصّة الحاضرة منهم كانوا يُسافرون إلى العراق والشام وفلسطين ومصر، لايجمعهم نسب واحد ولا إقليم واحد من الأقاليم النجدية وإنما يجمعهم الاشتراك في مزاولة عمل معين وهو في الاساس التجارة مع أهل تلك الأقطار بالإبل في الدرجة الأولى وبالخيل والغنم .ومع أنه وجد عقيلات في جميع أقاليم نجد الاّ أن أهل بريدة كانوا يحتلون المكانة الأولى عدداً ونشاطاً تجاريّاً. (من مطبوعات مهرجان بريدة الترويحي). إذاً للذين لايعرفون معنى كلمة(عقيلات) هذا هو تفسيرها أتى من منبع العقيلات ومنطلق رحلاتهم فرجالات بريدة هم رجالات العقيلات وقادتها التاريخيون الذين كانوا يُعايشون هذه الرحلة الدائمة نحو الشمال طلباً للرزق منذ قرون خلت بلغت عنفوانها في القرون من العاشر وحتى منتصف القرن الرابع عشر الهجري حيث توقف نشاطها تماماً عام 1370ه 1950م حينما حلّت السيارات والقطارات محلّ الإبل والخيل، وهذا التاريخ المليء بالأحداث والحكايات للأسف الشديد لم يلق من الباحثين والمؤرخين مايستحق من عناية في التوثيق والتدوين رغم وجود الإمكانيّة لذلك ولا أعرف سرّ هذا التعتيم فهل ينبري اليوم أحد المهتمين أوإحدى المؤسسات لتوثيق حركة العقيلات وتدوين حكاياتهم وهل نرى أفلاماً وثائقيّة وحتى دراميّة تحكي حياة هؤلاء المغامرين الأشداء الذين جابوا صحراء الجزيرة العربيّة وأوصلوا ثقافة نجد المتمثلة في الشجاعة والكرم والأمانة والصدق، المروءة، الإيثار، حسن النوايا، الثقة في النفس، حسن التعامل وغيرها من القيم الصحراوية إلى اهل المجتمعات التي ذهبوا إليها حيث كانوا بمثابة وسيلة اتصاليّة غاية في الواقعيّة عرّفت بنا وبقيمنا قبل وجود وزارات الاعلام وبقيّة المؤسسات الاتصاليّة الأخرى..؟؟ كلما ذهبت إلى (ثلوثيّة) سفارة المملكة في القاهرة أُقابل بعضاً من أحفاد العقيلات المقيمين هناك ممن لازالوا يتمسكون بتلك القيّم وألأدبيات وأحرص على سماع حكاياتهم بل إن أحد أكبر تجّار الإبل في مصر اليوم هو أحد أحفاد أسرة عقيليّة نجدية وقد فتح باب داره لكل سعودي يأتي إلى مصر زائراً لهذا الوجيه الكريم. هذا طويل الثلج ياعبيد جيناه منين الحطب نبغى نسويّ عشانا لي ديرة ياعبيد ما والله أنساه يالذّة الدنيا طعوس ورانا هكذا هو حنين رجالات عقيل لديارهم وشوقهم لملامسة كثبان الرمال التي خطّوا على ذراها حكايات الكفاح والصبر وكيفيّة الصمود في وجه الصعاب والإصرار على البقاء رغم الترحال والغربة، ولابد لي هنا من إزجاء تحيّة إعجاب لمهرجان بريدة الترويحي الذي أتخّذ العقيلات رمزاً في كل فعاليات المهرجان ومنها مسيرة للإبل تجوب شوارع مدينة بريدة تُذكّر بأولئك الرجال الذين كان الترحال عنواناً لحياتهم وكذلك انشاء موقع لمجالس العقيلات تقام فيه الأمسيات الشعرية والقصص والشواهد تكون فيه أيام العقيلات محور اللقاءات. لو في تاريخ أيّ أُمّة مثل نموذج العقيلات لكُتبتْ فيهم الروايات وأُنتجتْ عنهم عشرات الأفلام ولاحتفي بكل رمز يعنيهم ولكن قدرهم أنهم وجدوا في مجتمع لايأبه كثيراً بالنماذج الإنسانيّة ذات التجارب المدهشة، وعجبي كلّه عشمْ . aalkeaid @alriyadh.com