أولاً أسأل الله لنا جميعاً القبول لأعمالنا الصالحة من صيام وقيام وصدقة وتلاوة في شهر رمضان الذي ودّعناه على أمل اللقاء به في العام القادم بمشيئة الله. ثانيا: أسأل الله لي ولكم مواصلة الطاعة والثبات على الحق والخير. ثالثا: أهنئكم بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعلى المسلمين جميعهم بالخير والبركة ونصرة الحق وأهله إنّ ربنا سميع مجيب. أما السهام الصائبة عنوان هذه المقالة، فهي سهام لا تخطئ مواقعها إذا أحسن الرامي تصويبها وطبّق شروط الرمي بها؛ سهام تصيب الهدف إصابة عجيبة وتحقق المراد تحقيقاً مؤكداً، سهام استخدمها الأنبياء والمرسلون فكانوا أساتذة هذا الفن العجيب ، واقتدى بهم المؤمنون بهم والصالحون من أتباعهم في استخدام هذه السهام العجيبة، فأصابوا بها ما أرادوا ونالوا بها ما أملوا. سهام تصيب الهدف المراد، لا يصرفها عنه صارف إلا إذا كان نقصاً من الرامي في تحقيق شروط الإصابة بها ؛ إنها سهام الدعاء، الدعاء الذي أخبرنا الله بأنه من أهم وسائل نيل الإنسان ما يريد، فقال سبحانه وتعالى: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمَْ} أمر واضح لعباده بالدعاء ووعد قاطع بالإجابة، أستجب لكم، هكذا مباشرة بلا تأخر ولا تأجيل، وهو أمر متحقق في الدعاء الخالص الصادق. والرسول صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن الدعاء هو العبادة لأنّ الداعي يتوجّه إلى ربه بإخلاص مؤمناً به موقناً بأنه الواحد الأحد القادر الذي لا يعجزه شيء. من أهم شروط الإصابة بسهام الدعاء الإخلاص وتوجه قلب الداعي إلى ربه دون سواه، وحضور ذهنه أثناء الدعاء حضوراً لا ينصرف معه إلى غيره طرفة عين، ومن الشروط عدم الدعاء بما هو حرام أو مكروه أو محال، فإذا راعى الداعي ذلك فليعلم أنه قد وصل إلى مستوى إصابة الهدف، وليكن واثقاً من ذلك ولا يستبطئ الإجابة أبداً. سهام صائبة لا نظير لها أبداً يمكن لكل واحد منا أن يستخدمها بشروطها فيكون مصيباً لأهدافه محققاً لما يرجو من ربه الذي يجيب دعوة عبده بما يحقق مصلحته؛ فإما أن يحقق له ما طلب أو يعطيه ما هو أفضل وأصلح أو يدخرها له إلى يوم القيامة أو يصرف عنه من السوء ما لا يعلم ، المهم أن السهم قد أصاب الهدف. إشارة .... إنّ الله ليستحي إذا رفع إليه عبده يديه أن يردّهما صفراً.