لا يستطيع كائنا من كان الإنكار أن العرب كانوا مضرب مثل لباقي الشعوب، لا يستطيع أن يقول بأنه لم يوصي أبناءه على الاقتداء بالعرب، بل أن الشعوب الأخرى لا تستطيع أن تنكر بأن الكثير والكثير من منتجاتها واختراعاتها يعود الفضل بها للعرب، كان العرب هم العلماء والخطباء والمخترعين كانوا هم العمود الفقري للمجتمعات الأخرى. أما الآن فأصبح العرب صالحون لكل شيء ما عدى العلم والاختراع، أصبحوا يعتمدون على غيرهم بالأمور الأساسية وليست الكمالية للحياة فالمخترعين باتوا ينتظرون الموديلات الجديدة من السيارات اليابانية كي يجوبوا بها الشوارع، أصبحوا ينتظرون الجديد من الملابس الإنجليزية كي يزينوا بها أشكالهم فما يهم العرب أصبح الشكل الخارجي لا الداخلي باتوا متيمين بالجوهر غير مبالين بالمضمون، أمسوا ينتظرون بفارغ الصبر الجديد من الأجهزة الأمريكية والكورية حتى يملؤها بما فسد وخاب من المقاطع الفيديوية الساقطة أصبحوا يتنازعون من خلال أجهزتهم الوافدة من الدول المتقدمة يوميا حول لمن الأحقية للطائفة هذه أم تلك، أصبحوا يعرّون أنفسهم من خلالها أثناء حديثهم الحاد حول من أفضل النصر أم الهلال؟ والأدهى والأمّر من ذلك هو سقوط العرب الأخلاقي الذي علم فيه الجميع، فمشاكل العرب تعدّت المحيطات لتصل للدول الغربية المحترمة المؤدبة مع أبنائها ومجتمعها وجاراتها فكم من مثل وحكمة عربية الأصل ترجمها الغرب للغتهم حتى يستفيد أبناؤهم منها فالجميع يعلم أن الغريب يجب أن يكون أديباً، ولكن أين هو الأدب فالعرب ملؤوا المواقع الاجتماعية الشهيرة بفضائحهم حتى بات الجميع ينتظر الفضيحة القادمة لعربي في الدول الغربية المنظمة، فهذا يتحرش بتلك وذلك يضع نفسه بموقف سخيف أمام العالم بعد أن أوقعه الشرطي أرضاً لعدم احترامه له وهؤلاء العرب يتكاثرون عند أماكن الطرب، وتلك تبصق على المتسوقين بحجة كرهها لهم وبالنهاية ممنوعون من السفر كثر وهم مع الأسف عرب. فمتى يتبدل الحال وتنقلب السخرية لجدية كجديتهم ومتى يصبح الاستحقار احتراماً كاحترامهم لغيرهم ومتى يصبح النظام المتأخر كنظامهم الشامل الذي يقف بصف المظلوم على الظالم.. متى؟