تتعرض الكثير من الفتيات للابتزاز والاستغلال الأخلاقي الذي يهدد أخلاقهن وأعراضهن ويرمي بهن ضحايا للفساد الأخلاقي ويتركهن فريسة للمناخات الموبوءة بعد أن يقضي الذئاب البشرية منهن حاجتهم في جرائم مخلة بالشرف والعرض، لقد شهدت سجلات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كثيراً من هذه الحالات الدنيئة ونجحت الهيئة وبدرجة تفوق وتميز في إحباط الكثير من الجرائم الأخلاقية بفضل الله تعالى، ثم بتعاون الكثير من أطراف تلك القضايا وشجاعتهم، وقد قرأت مؤخراً حكاية تلك الفتاة التي ابتزها وافد وعدها بالزواج، وطلب منها أن تعطيه صورها الخاصة، وعندما وصلته الصور بدأت المرحلة الثانية من خطة الابتزاز حيث أخذ يساومها إما أن تخرج معه للاختلاء بها أو يفضحها بإخراج الصور على الملأ وبطبيعة الحال (وإن كانت الفتاة قد أخطأت في بداية الأمر) إلا أنها أظهرت في هذه اللحظة شجاعة نادرة وظهرت إلى النور وأبلغت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمساومة والابتزاز فأوقعت الهيئة ذلك الوافد في كمين لم يستطع معه إلا الاعتراف. هذه الفتاة أظهرت كما قلت شجاعة نادرة ولكن البعض قد تضعف عن المقاومة ولاتستطيع التراجع عن أخطائها التي وقعت فيها أمام إغراءات كثيرة وخوفا من الأسرة والمجتمع، وما قد تصل إليه من خسارة للسمعة والفشل في الحياة، ومثل هذه المشاهد من المساومات والابتزاز لفتياتنا تتكرركثيرا وتتعدد صورها وتختلف مواقعها وظروفها وتتغير ملابساتها كلما ركب الشيطان في رؤوس ضعاف النفوس فيزين الشيطان لهم أعمالهم ويرمي بهم في مستنقع الجرائم الأخلاقية لتحقيق نزوات شيطانية وشهوات وقتية ورغبات دينئة، ولهذا وذاك كان لابد أن نفتش عن الخلل ونبحث عن الداء ليصف لنا المصلحون و أهل الرأي والحكمة والعقل الراجح الدواء الناجع ونصل سويا للحل الشافي الذي يوقظ قلوبنا ويرشد السفهاء منا إلى الخير والصلاح، وأعتقد جاداً جازماً أن لجهود هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر دورا بارزا تشكر عليه في القضاء على هذه الجرائم، ولكن اليد الواحدة لا تكفي ولا تصفق إذ لابد أن تقف معها وزارة التربية والتعليم بمدارسها المنتشرة والتعليم الجامعي بكلياتها المختلفة ووسائل الإعلام بقنواتها ومطبوعاتها لبث الوعي لدي الشباب والشابات والفتيان والفتيات لتحذيرهم من ذلك المنزلقات الخطرة {ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} واله الهادي إلى سواء السبيل. [email protected]