انطلق موسمنا الرياضي كروياً وكعادتنا الكريمة التي نرفض أن نغيرها منذ زمن بعيد أو على الأقل أن نساير ركب التطور العالمي والمتمثل باستثمار انطلاقة الموسم الرياضي وهو الذي انطلق دون أن يلفت انتباه الكثير من متابعين وجماهير. واستثمار بداية الموسم الرياضي ليست مسئولية جهة واحدة أو نادٍ معين فهي مسئولية الجميع اتحاد رياضي ومنظمين وأندية ورعاة مشاركين في هذه التظاهرة الكروية. وبداية من اتحادنا الرياضي أو رابطة دوري المحترفين التي لم تقدم عملاً قبل انطلاقة الموسم غير اجتماعات متعددة خلف أبواب موصدة ولم تقدم عملا استثماريا لإشهار انطلاقة الموسم دعائياً وإعلاميا عبر أنشطة متعددة تقدمها الجهة المنظمة من شأنها تحفيز المتابعين والجماهير على التفاعل والحضور لمباريات الدوري، وبالتأكيد هي إحدى الوسائل التي سوف تسهم في رفع معدل الحضور الجماهيري لمباريات الدوري. والتجارب كثيرة في هذا المجال يمكن الاستفادة منها واستنباط الأفكار البنائة ومنها ما قام به الاتحاد الأسباني لكرة القدم من توقيع اتفاقية مع الاتحاد الصيني لاستضافة مبارة كأس السوبر الأسباني على الأراضي الصينية وهذه الاتفافية يستفاد منها بنشر الدوري الأسباني في المنطقة الآسيوية مع انطلاقة الموسم الرياضي وضمان حصة كبيرة من المتابعين منافسة لحصة الدوري الإنجليزي في الشرق الآسيوي، حيث بإمكان الرابطة إقامة تظاهرة كروية مختصرة تكون إعلاناً وإشهاراً لانطلاقة الموسم الكروي. الشركة الراعية وكعادتها السنوية لم تقدم أو تستحدث مع انطلاقة الموسم الكروي خدمات مبتكرة وجديدة تكون استثماراً مميزاً لهذه البداية لدوري كرة القدم الذي تملك حقوق رعايته، حيث إن كثيراً من الشركات الراعية للمنافسات الكروية في دوريات أوروبية تقدم لمشجعي كرة القدم خدمات خاصة ومبتكرة توافق رغبات مشجعي كرة القدم ومتابعيها مع انطلاقة الموسم الكروي وتساهم في نفس الوقت بتحفيزهم أكثر وأكثر لمتابعة الدوري. الأندية أيضاً لم تستثمر نهم مشجعيها لانطلاقة الموسم الكروي، فالهلال صاحب الشعبية الأكبر استعرض أطقم الفريق الجديدة على مضمار ملعب النادي وبطريقة بدائية جدا، أما جاره الآخر النصر قام بتوزيع صور أطقم ملابس الفريق إعلامياً فقط. وفي الجانب الغربي من مملكتنا استقبلت أنديتها أسماء أجنبية مميزة دفعت لهم الكثير من الملايين دون إقامة احتفاء خاص تدعو له مشجعي النادي لاستثمار هذه الأسماء وزيادة مداخيل الأندية. ففي أوروبا معقل التطور الكروي والتقني لكرة القدم تقدم الأندية خطوات مميزة قبل بداية الموسم الكروي لاستثماره خير استثمار فهي تنظم البطولات المجمعة بين عدد من أندية الدوري أو تنظم مباريات ودية احتفائية تقيم من خلالها احتفالات خاصة بالفريق ونجومه المشاركين لهذا الموسم وتقدم نجومه الجدد للجماهيري مع إشهار الطقم الخاص بالفريق الذي ينوي اللعب فيه خلال مباريات الموسم. من جانب القناة الرياضية التي أظهرت استعدادات ضعيفة مع انطلاقة الأسبوع الأول وعدم تفاعل أحبطت الكثير من المتابعين وأكد أن موسم النقل لن يكون أفضل من سابقه، فالصورة باهتة واستديوهات التحليل لم تتطور وتقنيات النقل بدائية جداً، وهذا الأمر من شأنه أن يبعد المتابعين والمشاهدين عن القناة وبرامجها وأيضا الدوري بأكمله لتخسر بدورها ثقة المتابعين أو أيضاً رعاة للقناة يقدمون دعماً مالياً لتطويرها. وفي عامها الأول هناك لجنة الملاعب المعنية بجانب التنسيق مع وكالة الشئون الفنية في الرئاسة العامة لرعاية الشباب حول جدولة صيانة ملاعب كرة القدم كافة وفق جداول بطولات ومسابقات الاتحاد السعودي لكرة القدم، والتنسيق مع لجان الاتحاد السعودي ذات الصلة في هذا الجانب، إضافة إلى التأكد من جاهزية جميع الملاعب قبل بداية الموسم الرياضي، ماذا قدمت من عمل قبل انطلاق الموسم ينبئ بأنها سوف تقوم بعمل كبير في قادم السنوات, فاستاد الملك عبدالله بالقصيم ظهر بالجولة الأولى بصورة مزرية جداً وأسوأ من ملاعب الدول الفقيرة جداً، والمشجعون يشتكون من سوء النظافة في كافة الملاعب السعودية في أولى جولات الدوري السعودي، هذه الأمور التي إن لم نستثمرها ونستفيد من تطويرها قبل انطلاقة الموسم سوف تكون وبالاً على موسمنا الرياضي وطاردة للمتابعين والمشجعين. باحث بالتسويق الرياضي - Twitter:@YousefRsheed